المقالات

السيد الحكيم: الطاعنُ فيه لا دين له

2634 2015-11-08

السيد مُحسنُ الحكيمِ، وبِحُكم خبرتهِ الدينيةِ والجهاديةِ، والإرث العائلي العريق، الذي يمتد ليتصل بالمُصلح الإجتماعي الأعظم، ونبي الرحمة والإنسانية(محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم)، إستطاع أن يؤسس مدرستهُ الفكريةِ الخاصة، التي تتبنى مشروعاً واضحَ المعالمِ، في بناءِ مجتمعاتٍ وفقَ إطارٍ وطني، يَخدُمُ الشعبَ ويَحترمُ الأديان، وثقافات وخصوصيات الشعوب، لا سيما بعد تزعمهِ الطائفة الشيعية بلا مُنازع، طوال ثلاثةِ عقودٍ من القرن العشرين.

دانت جميع الحوزات العلمية لمرجعيتهِ العُليا، ووفق هذا الخط والإطروحةِ الفكرية، سار زعيم الطائفةِ الكبير(السيد الخوئي) بعده، فقاد شيعة العالم، ورسى بهم إلى بَرِ الأمان، بالرغم من وقوع الفتنة(الحرب العراقية-الإيرانية) وتسلط البعث المجرم الكافر، وكان قد هيأ الدور لقيادة زمام الأمور بعده، للسيد السيستاني الذي تمكن من لملمة الصف الشيعي، بالرغم من كل المحاولات المعادية، التي حاولت إسقاط وإفشال وإبعاد التيارات الدينية الحوزوية، وفصلها عن الجماهير.

في حقبة هذه الزعامات العُليا الثلاثة، تأسس تيارٌ وطنيٌّ معارضٌ، معتدلٌ يتخذُ الوسطيةَ منهجاً، فيستطيع إحتواء الأخر، هذا التيار كان على إتصالٍ دائمٍ ومستمرٍ مع هذه الزعامات، وبقيادةٍ حكيمة وحكيميةٍ، فقد تصدى إبن المرجعية البار، السيد الشهيد محمد باقر الحكيم لزعامة هذا التيار، والذي رفع شعار جده الحسين(عليه السلام)، فقد جعل من الثورة الحسينية منهجاً، ومنطلقاً للثورة على الظالمين.

بعد الإحتلال الأمريكي للعراق 2003، وإستشهاد السيد محمد باقر الحكيم، تشظى الصف الشيعي الحركي، وبدا الإختراق واضحاً من قِبل بقايا البعث الصدامي، للصف الجهادي الثوري، فإنقسم الصف وتحول إلى تياراتٍ متعددة، وأحزابٍ ومنظماتٍ وتجمعاتٍ لا حصر لها، وتسلم الأمر مَن لم يكُ يَحلمُ بهِ يوماً! وأما من بقي على وعدهِ مع المرجعية الرشيدة، فكما قال الإمام علي(عليه السلام): "صبرت وفي العين قذى وفي الحلقِ شجى"! في خطبتهِ الشقشقية.

إستطاع السيد عمار الحكيم النهوض بواقع تيار شهيد المحراب، والإستمرار بالنهج الذي رسمتهُ الزعامات الدينية، وهو الوحيد من التيارات الذي تبنى إطروحات المرجعية الرشيدة، وإيصال طلباتهم، والمطالبةِ بتنفيذها من قِبل الجهات الحاكمة، بعد أن تنصلت جميع الأحزاب الشيعية، عن مرجعيتها، بل أرادوا تحجيمها وهاجموها جهاراً نهاراً في عدة مرات، ولم يكن المدافع عنهم وعن مطاليب الشعب، سوى هذا التيار.
بقي شئ...

ثمة من يطعن بالمرجعية الدينية ويحملها فشله، فلا غرابة أن يطعن بعد ذلك بتيار شهيد المحراب، لأن الطاعن هنا لا دين له.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابوايمن البحراني
2015-11-08
سلام الله على الساده من آل الحكيم رحمك الله سيدى اية الله السيد الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم قتلوك سيدي ليقتلوا العراق وشعب العراق. الأعداء عرفوا أن وحدة العراق تكمن تحت راية الفقيه إبن الفقيه فلذا سارعوا على قتلك قاتلهم الله أني يأفكون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك