المقالات

بـــــــــــــــين الســـــــــــــطور..من الحويجة رسالة لا يفهمها إلاّ الكبار / واثق الجابري

2205 2015-10-27

 واثق الجابري

ليس من الجديد على واشنطن تلك الحركات الإستعراضية، وإطلاق الرسائل الإعلامية؛ سيما بعد إنتصار الضربات الروسية على داعش، وإثارة الشكوك حول مصداقية أمريكا بالقضاء على الإرهاب، أو زيف قوتهم العسكرية والإستخبارية؟!

في عملية الحويجة أكثر من رسالة إعلامية؛ لسحب الأضواء تجاه الإستعراض الأمريكي، وأكثر من جهة مستهدفة وخاسر واحد.

بدأت الشكوك تُراود معظم العراقيين، وأُحرج الأمريكان مقابل الضربات الروسية الواضحة التأثير في مجريات المعركة؛ إذْ ليس من المعقول الإنتظار 30 عام للقضاء على داعش؟! ولا يمكن لنازحي الأنبار الصبر 3 سنوات لدخول مركز محافظتهم؟! وكيف لعصابة تتحدى عالم التكنلوجيا، وتوقع ضربات إرهابية إرتدادية؛ كل هذه التساؤلات وضعت أمريكا، في زاوية عنق زجاجة، ولابد للبحث عن مخرج يسير.

يبدو أن الأمريكان يقصدون بقاء العملية مبهمة ومحل سجال؛ لإشغال الرأي العالم، وسحب الأنظار من الضربات الروسية، وإرسال رسالة للعراقيين المشككين بجدية قوات التحالف الأمريكي، وتريد القول: نحن نملك القوة الجوية والإستخبارية ولنا في الإرض متعاونين لا يملكهم التحالف الرباعي، الذي يُراهن عليه معظم العراقيين، ورغم تأكيد الحكومة مراراً على أن لا عملية دون علم غرفة العمليات المشتركة، وكأن الدلالة رسالة للحكومة العراقية تقول: انهم يستطيعون العمل مع حلفائهم الكورد بمعزل عن حكومة بغداد؟!

إستعراض واشنطن لعضلاتها؛ يتطلب رداً ذكياً من الحكومة والقوى السياسية، والعراق إذا إستطاع التعامل السياسي الدقيق؛ فسيكون الرابح الأكبر من صراع المحاور العالمية، وما يفضي واقعة ينعكس في المنطقة، وتقسيمه تقسيم للمنطقة، ووحدة أراضيهم تحتاج قادة أذكياء؛ كونه لاعب أساسي في التحالفات؛ أي دخوله التحالف الرباعي سيكسر الهمينة الأمريكية وفرض إستراتيجياتها في العراق والمنطقة،بإحتكار المياه الخليجية الدافئة، ويكشف التباطيء المتعمد في عدم إعمار العراق، مع إستنزاف المنطقة بحروب داخلية وأقليمية؛ أما دخول العراق الى تحالف أمريكي خليجي مع دخول مصر وتركيا والأردن؛ سوف يقطع أنبوب غاز أسيا الوسطى بأتجاه اوربا، ويُحجيم الإقتصاد والحضور الروسي.

إن للعراق حجم أقليمي ودولي، وثروات وإمكانيات بشرية، وموقع إستراتيجي، وقوى عقائدية ومرجعية قادرة على حشد المتطوعين، وهي خيمة تجمع الشركاء السياسيين، وهذه المؤهلات تجعله لاعب كبير في العالم، ويحتاج الى قادة حكماء يدركون المرحلة، ويوظفون الإمكانيات المادية والبشرية والجغرافية الإستراتيجية، ويتجاوزون التناقضات والمصالح الضيقة.

الشعب العراقي ضحية الصراعات الدولية، وغباء بعض ساسته، وهو الخاسر الوحيد من رسائل الخارج وأفعال الداخل؟!

لم يفهم معظم ساسة العراق، أن بلدهم كبير؛ فأضاعوا إمكانيات شعبهم على مصالح ضيفة ومزايدات وغياب تخطيط، ولم يخططوا لمستقبل الأجيال؛ بإنصياعهم الى ما تحوكه دول صغار عاهرة عارية؛ لا يكفي قميصها لستر عوراتهم، ولأنهم صغار فتصوروا بلدهم صغير؛ تتطاول عليه صغار بلا تربية وكبار طامعين؟! وما عملية الحويجة؛ سوى رسالة لا يفهمها إلاّ الكبار، ونتمنى أن لا يرد على ظاهرها الصغار؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك