المقالات

بـــــــــــــــــين الســـــــــــطور..سر توالي الإنتصارات في عاشوراء/ واثق الجابري

2212 2015-10-21

واثق الجابري
تتحرك حشود كل عام بعفوية، ويعتقدون أن محرم نهر عطاء؛ يخسر من لا يغترف من ماءه، ويعبرون بشكل مسارح سيّارة وتشابيه وقصص تروي البطولة، تحاكي الحداثة والتطور؛ لتنقل أحداث من 1400 عام، فتحرك جمراتها في قلوب أبت إلاّ أن تتخذ من الحسين ملهماً ومعلماً وقائداً وقمة بين القمم.
أسئلة كثيرة تتحدث عن سر الحب الحسيني، وأمثلة عديدة يستنسخها الزمان عن واقعة عاشوراء ويبقى الزمان متوفقاً ويقول:" لا يوم كيومك يا ابا عبدالله"، و" سلماً لمن سالمكم وحرباً لمن حاربكم".
تجلت كل القيم الإنسانية وقمة ذروة الصراع الإزلي عند الحديث عن واقعة الطف، وهناك قمة التضحية والعطاء، ومشعل التأسي بالمنهج الثوري الإصلاحي، ودعوة صريحة؛ لإعلان الحرب على من خالف منهج النبوة وقيم الإنسانية والأخلاق.
يسأل بعضهم عن أسباب حمل الإمام الحسين عليه السلام لعياله ونساءه، وهو عارف بمصيره الحتمي، وأعداءه لا يرحمون، فيأتي الجواب: أن الإمام أراد الخلود لهذه الواقعة، وأن لا تدفن التضحية في الصحراء؛ فكان الصوت الزينبي وسيلة إعلام تشج رأس التاريخ، وما يزال صداها يصدح ويعطي أثره الى اليوم.
لابد من الإلتفات صورة مميزة هذه الأيام؛ وهي سر توالي الإنتصارات وإنهزام الإرهاب مع إنطلاق عمليات إعادة الإرض العراقية المغتصبة، وتتلخص الصور بأن أولها؛ إصرار المقاتلين على حمل الراية الحسينية، وثانيها إقامة المواكب في جبهات القتال وعلى السواتر، والأخيرة الإستعداد لإحياء تاسوعاء ومعاهدة الأمام الحسين وتجديد البيعة بأكثر من الأعوام السابقة.
يُعبر المقاتلون في الصورة الأولى؛ على أن العدو نفسه وأن تغير الزمان والمكان والأدوات، وأن الدم سينتصر على السيف والذباحين والمفخخات وعصابات الجريمة، وأن الإمام الحسين قائد لأحرار وثوار لا يقبلون الذل والظلم والمفاسد.
في الصورة الثانية موكب أقامته أحد فصائل الحشد الشعبي" سرايا عاشوراء" على الساتر الأول، وتحت نيران سلاح العدو، كخطوة تحدي وإصرار، وكأنهم ينصبون خيامهم مثل إمامهم وهم بمثابة عياله وأنصاره، ويقدمون حياتهم فداء لأرض العراق، وقد صدقوا في قولهم: " سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم".
الصورة الثالثة: الإستعداد السنوي لإحياء يوم تاسوعاء؛ حيث الإختيار والإختبار الإنساني والأخلاقي والإيماني، وتسجيل الحضور في اللحظات الحاسمة، ومنها قرار النفوس؛ أما أن تكون مع الحق أو تنجرف مع الباطل، وأما موت العزة أو حياة الذلة، وإحياء تاسوعاء؛ إثبات العدة والعدد والإستعداد، ومنها نقول نحن حسينيون وسننتصر.
إن الثورة الحسينية أزلية عجنت في تكوين محبيها، ولا يمكن إقتلاع جذورها بالقوة والتشويه، وصداها يرن في قلوب حرة إرتمت بأحضان المنهج الحسيني، وعبرت عن ولاءها وحبها للحق والإنسانية والتعايش السلمي.
الحب الحسيني؛ سر لا يعرفه سوى ثلة من المؤمنين؛ إمنوا بأن عطاء الإمام الحسين فاق المعطيات الإنسانية، ولا يوم كيوم أبا عبدالله.
يبقى التاريخ الإسلامي عاجزاً وناقصاً؛ مادامه لم يستوعب ثورة الإمام الحسين، وسيعاني المسلمون الصراعات الداخلية والتهميش العالمي؛ كلما إبتعدوا عن منهجه، ولكن للعطاء خلود وقصص وأساطير تتناقلها الأجيال؛ بصور بطولية تبعاً لزمانها، وتحاول اللحاق بركب أكبر تضحية في التاريخ؛ وأعظم صبر، ويبكي الموالون على الكرامة الضائعة على أيدي الطغاة، ثم يسطرون مجداً؛ من عزم ملهم العزة والصبر والإباء، وما هذه الصور؛ إلاّ سبب للنصر؛ بتضحية حسينية وصوت زينبي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك