المقالات

أصحاب الكهف عجب وأصحاب الطف عجب العجاب! / أمل الياسري

3846 2015-10-21

أمل الياسري
فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدى، في زمن صعب محاط بجواسيس الطاغية، الذي رفض المسيحية، وجميع الناس يدينون له بالطاعة والولاء إلا هم، فقد كانت حرية الحسين تسري في قلوبهم، وبرزوا لنصرة الحق كيفما تكون نهايتهم، لأنهم عشقوا مبادئ الصبر على الشدائد، فما أرادوا سوى عبادته، بعيداً عن القمع والطغيان، وعلموا معنى أن يكونوا مظلومين فينتصروا!
مَنْ يسمع آيات أصحاب الكهف في القرآن الكريم، يقول إن هذا شيئاً عجباً، فقد أتاح الباريء للفتية العودة الى الحياة، ليشهدوا إنتصار مبادئهم، التي ناضلوا من أجلها، وقد شاهد الناس معجزتهم، فأصبح كهفهم مكاناً مقدساً، ومزاراً مباركاً يؤمه المؤمنون، من كل حدب وصوب، فأعلن النوم الطويل، والحياة ليوم واحد نصره على الطغاة، وباتوا أعجوبة عصرهم! 
الحياة كلها مدونة بإسم الحسين (عليه السلام)، لأن الباريء عز وجل مكتوب عنده في ساق العرش: (الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة)، وعليه فنظام الكون تأسس، على أن الإسلام الذي حارب من أجل إستقامته، أبو الأحرار وسيد الشهداء (عليه السلام)، هو طريق الدين، والنجاة الأبدية، والفوز العظيم، ولكن إلا يعني إنتصار الدم على السيف العجب العجاب؟
هناك أمانة عظيمة، أرسلها الخالق سبحانه وتعالى، الى الأرض والسماء، فأبين أن يحملنّها، أما الأنبياء فهم لم يستطيعوا حملها أيضاً، لما يراد لها من ذوبان في عشق الرب، وإمتثالاً لأمره عز وجل، وما أعظمه من فداء وعطاء، لنبي من قريش، ومن أهل بيت طهروا تطهيراً، فيا له من بلاء وإختبار مطلق، لم يستطع عليه صبرا! 
أصحاب الكهف سعدوا بنصرهم، لكنهم إختاروا الموت، على البقاء في زمن ليس زمنهم، أما الحسين وأصحابه فقد أمنوا، بأن النبي محمد والحسين، 0صلواته تعالى عليهما) من نور واحد، فهو نفسه التي منه، في قوله: (حسين مني وأنا من حسين)، لذا أدركوا بأن كل أرض كربلاء، وكل يوم عاشوراء، نصرة للدين والحرية، رغم أنوف المنافقين والمارقين!
العجب الأعجب من كل العجاب، هو التضحية في واقعة الطف، وقصتها الولائية، التي حملها النبي (صلواته تعالى عليه)، حباً بالباريء عز وجل، بأغلى ما يملك، وهو سبطه الحسين، فشاء أن يراه شهيداً، ويراهن سبايا، فبدأت ثورة الكرامة والشهادة، وأسطورة إنتصار الدم على السيف، وثبت الدين بدمه الحسيني، وخلوده الكربلائي، وإعلامه الزينبي، ليبقَ الإسلام بأحسن تقويم!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك