المقالات

أصحاب الكهف عجب وأصحاب الطف عجب العجاب! / أمل الياسري

3640 09:35:01 2015-10-21

أمل الياسري
فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدى، في زمن صعب محاط بجواسيس الطاغية، الذي رفض المسيحية، وجميع الناس يدينون له بالطاعة والولاء إلا هم، فقد كانت حرية الحسين تسري في قلوبهم، وبرزوا لنصرة الحق كيفما تكون نهايتهم، لأنهم عشقوا مبادئ الصبر على الشدائد، فما أرادوا سوى عبادته، بعيداً عن القمع والطغيان، وعلموا معنى أن يكونوا مظلومين فينتصروا!
مَنْ يسمع آيات أصحاب الكهف في القرآن الكريم، يقول إن هذا شيئاً عجباً، فقد أتاح الباريء للفتية العودة الى الحياة، ليشهدوا إنتصار مبادئهم، التي ناضلوا من أجلها، وقد شاهد الناس معجزتهم، فأصبح كهفهم مكاناً مقدساً، ومزاراً مباركاً يؤمه المؤمنون، من كل حدب وصوب، فأعلن النوم الطويل، والحياة ليوم واحد نصره على الطغاة، وباتوا أعجوبة عصرهم! 
الحياة كلها مدونة بإسم الحسين (عليه السلام)، لأن الباريء عز وجل مكتوب عنده في ساق العرش: (الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة)، وعليه فنظام الكون تأسس، على أن الإسلام الذي حارب من أجل إستقامته، أبو الأحرار وسيد الشهداء (عليه السلام)، هو طريق الدين، والنجاة الأبدية، والفوز العظيم، ولكن إلا يعني إنتصار الدم على السيف العجب العجاب؟
هناك أمانة عظيمة، أرسلها الخالق سبحانه وتعالى، الى الأرض والسماء، فأبين أن يحملنّها، أما الأنبياء فهم لم يستطيعوا حملها أيضاً، لما يراد لها من ذوبان في عشق الرب، وإمتثالاً لأمره عز وجل، وما أعظمه من فداء وعطاء، لنبي من قريش، ومن أهل بيت طهروا تطهيراً، فيا له من بلاء وإختبار مطلق، لم يستطع عليه صبرا! 
أصحاب الكهف سعدوا بنصرهم، لكنهم إختاروا الموت، على البقاء في زمن ليس زمنهم، أما الحسين وأصحابه فقد أمنوا، بأن النبي محمد والحسين، 0صلواته تعالى عليهما) من نور واحد، فهو نفسه التي منه، في قوله: (حسين مني وأنا من حسين)، لذا أدركوا بأن كل أرض كربلاء، وكل يوم عاشوراء، نصرة للدين والحرية، رغم أنوف المنافقين والمارقين!
العجب الأعجب من كل العجاب، هو التضحية في واقعة الطف، وقصتها الولائية، التي حملها النبي (صلواته تعالى عليه)، حباً بالباريء عز وجل، بأغلى ما يملك، وهو سبطه الحسين، فشاء أن يراه شهيداً، ويراهن سبايا، فبدأت ثورة الكرامة والشهادة، وأسطورة إنتصار الدم على السيف، وثبت الدين بدمه الحسيني، وخلوده الكربلائي، وإعلامه الزينبي، ليبقَ الإسلام بأحسن تقويم!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك