المقالات

هل يتحول الغبي إلى إمبراطور!؟/ حيدر حسين سويري

3685 2015-10-15

حيدر حسين سويري

يُحكى أنهُ: حلَّ معلمُ اللغةِ العربيةِ محل زميلٍ لهُ غادر لإكمال دراستهِ العُليا، وحين بدأ درسهُ الأول مع تلامذته، سأل أحد التلاميذ سؤالاً، وبعدُ لم يُجب التلميذ عن السؤال، ضحك جميع التلاميذ؛ ذُهلَ المعلمُ وأخذتهُ الحيرة والدهشة، حيث ضحك التلاميذ لم يكُ لهُ مبرراً، لكن خبرتهُ التربوية، علمتهُ أن وراء ضحك التلاميذ سبباً، فأدرك من خلال نظراتهم سر الضحك، وأن ضحكهم كان لوقوع السؤال على تلميذٍ غبيٍ في نظرهم!
إنتهى الدرس وخرج التلاميذ، فنادى المعلم التلميذ المسؤول وإختلى بهِ، فكتب لهُ بيتاً من الشعر على ورقةٍ وناولها إياه، وقال: يجب أن تحفظ هذا البيت كحفظ إسمك، ولا تخبر بهِ أحداً.
في اليوم التالي، كتب المعلمُ البيت الذي حفطهُ التلميذ، على لوحة السبورة، وقام بشرحهِ مبيناً فيه المعاني والبلاغة والبديع، ثم مسح البيت، وقال للتلاميذ: من منكم حفظ البيت فليرفع يدهُ، فلم يرفع أيٌّ من التلاميذ يده سوى ذلك التلميذ، لكنهُ رفع يدهُ بإستحياء وتردد، قال المعلم للتلميذ: أجب، فأجاب التلميذ بتلعثم، وعلى الفور أثنى عليهِ المعلم ثناءً جميلاً عطراً، وأمر زملاءهُ بالتصفيقِ له.
التلاميذُ بين مذهولٍ ومشدوهٍ ومتعجبٍ، ومستغرب!؛ تكرر المشهد خلال أيام الأسبوع، بأساليب مختلفة، وتكرر المدحُ والإطراء من المعلم، والتصفيق الحاد من التلاميذ، حتى بدأت نظرتهم تتغير نحو ذلك التلميذ، والذي بدأت نفسيتهُ تتغير بالمقابل، بدأ يثقُ بنفسهِ ويرى أنهُ تلميذٌ ذكيٌ وغيرُ غبيٍ كما كان يصفهُ الجميع، فقد شعر بقدرته على منافسةِ زملائهِ بل والتفوق عليهم، وثقتهُ بنفسهِ دفعتهُ إلى الإجتهاد والمنافسةِ والمثابرةِ والإعتماد على الذات. 
جائت الإمتحانات النهائية، فنجح التلميذُ في كافة المواد المقررة، ودخل المرحلة الثانوية بثقةٍ أكبر وهمةٍ عالية، فزاد تفوقه وحصل على معدل عالٍ أهلهُ لدخول الجامعة، ولقد أنهى دراسته الأولية فيها بتفوق، فواصل دراستهُ وحصل على الماجستير، وهو يستعد الآن للحصول على شهادة الدكتور، فكتب قصة نجاحهِ في إحدى الصحف، مثمناً وشاكراً لمعلمهِ صاحب البيت الشعري، الذي أوصله لما هو فيه الآن.
من غرائب السياسة العراقية، أن يخرج أحد أكبر قيادات حزب الدعوة ومفكريها(عزت الشابندر)، ليقول عن القيادي في حزبهِ، ورئيس وزراء العراق حالياً: "أنهُ أغبى تلميذ كان عنده!" وكان الأجدر بهذا المعلم وحزبهِ، أن يقف بجانب العبادي، كما وقف المعلم المذكور في قصتنا.
بقي شئ...
العبادي الضعيف كما أشاع عليه أبناء حزبه، سيكون قوياً بسبب الدعم الكبير من كتلتي المواطن والأحرار، على أن يثق بنفسه، وأن لا يستمع لأبناء حزبهِ المتعالين عليهِ، الراكعين أمام عجلهم المزعوم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك