المقالات

قَدمِتْ كربلاءُ فالكائناتُ عزاءُ! / أمل الياسري

1411 09:17:54 2015-10-15

أمل الياسري
(إنظروا أيها الجنود الشجعان، وأنتم في خنادقكم، الى ذلك الرجل الشرقي المسلم، الذي زلزل الأرض تحت أقدام الطغاة)، عبارة أطلقها الزعيم الفيتنامي الأصل (هوشي فنه)، مخاطباً جنوده في معاركهم، ضد القوات الأمريكية الغازية، مذكراً إياهم بالإمام الحسين (عليه السلام)، حيث أفتتح عصراً جديداً لدى المسلمين، بشعاره المدوي هيهات منا الذلة! 
فرض التراجع والإنسحاب، كان أهم ما يريده الطاغية الأموي يزيد الفاسد، فأعوانه المارقون، كانوا يعدون مسيرة الحسين (عليه السلام)، خروجاً على خليفتهم البغيض، وبما أن (مثلي لا يبايع مثله)، فقد خاض الإمام معركة الحق والكرامة، ضد الباطل والذل، فجلّ ما أراده هو إصلاح أمة جده، (صلواته تعالى عليه وعلى أله)!
صرحٌ عملاق من السخاء الجهادي، بالنفس، وبالإخوة، والعيال، والأصحاب، والانصار، (عليهم السلام ورضوانه تعالى عليهم أجمعين)، كلهم نسجوا بقيادة الغريب العطشان، ملحمة الطف الأليمة، فباتت عالمية الوجود، إنسانية البقاء، والناس تستلهم الدروس والعبر، على مر العصور والدهور، من مناهل كربلاء المقدسة، معلناً إنتصار الدم على السيف، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون! 
قدمت كربلاء الحسين (عليه السلام) هذا العام، وعراقنا يشهد أنواعاً من الكائنات النورانية، المجاهدة ضد الإرهاب، المتمثل بأحفاد يزيد عليه اللعنة، وعلى رأس هؤلاء الأحرار، المرجعية الرشيدة التي واكبت العزاء الحسيني، طيلة سفرها الخالد، فكانت ترحل قوافل الحشد المقدس، ليحتفلوا بحياتهم الأبدية مع الإمام الحسين (عليه السلام)، دفاعاً عن الأرض والعرض! 
عرش الشهادة الجهادي، الذي تزعمه سبط المصطفى الإمام الحسين، (صلواته تعالى عليهما)، في واقعة الطف، لم يكن وليد الصدفة أبداً، بل أن حديث فاجعة النواويس، أو نينوى، أو كربلاء، كان خبرها معروفاً، في جميع الأديان والطوائف، وما مسيرات العزاء المليونية في العالم أجمع، إلا دليل أن الدماء أريقت، والكرامة إنتصرت! 
كائنات علوية حسينية، صارخة نادبة، فدماء النصر إقتربت، وفوز بالنعيم سيسجل لهذه الثلة المؤمنة، التي أسقطت عروش الطغاة الأمويين بمظلوميتها، وهي نفس صرخات الحشد الجهادي، الذي يقض مضاجع الدواعش في أيامنا، فهم رجال لا تلهيهم الحياة الدنيا عن السعادة، في وجودهم مع أنصار إمامهم الحسين، وأخته العقيلة الحوراء (عليهما السلام)! 
ما أروع الإعلام الحسيني النابض، بالكرامة والإصلاح، إنه الإعلام الزينبي، الذي إختاره الباريء (عز وجل)، لعقيلة الطالبين الحوراء زينب، وإبن أخيها الإمام السجاد (عليهما السلام)، لوجودهما في معركة الإيمان كله على الكفر، فإستعملت السيدة العالمة، أفضل ما في يديها من أسلحة، مكنتها من قلب المعركة لصالحها، فأنتصر الحق، وقضي الأمر! 
العراقيون يستقبلون شهر الحزن والعزاء، ملبين نداء (لبيك يا زينب)، وهم كأنصار العقيدة الحسينية الشامخة، كلما قدمت كربلاء إليهم، تراهم يجددون عهد الولاء لأبناء البتول (عليهم السلام)، في ساحات الجهاد الكفائي، مطلقين صيحتهم: (أبد والله يا زهراء ما ننسى حسنياه) لذا كلما جاء محرم الحرام، هتفت الكائنات: عزاء ... عزاء!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك