المقالات

وقفةٌ ديمقراطية

2289 2015-10-12

مما يشاع عن الديمقراطية، هو حرية التعبير وتقبل الرأي الآخر، والظاهر إنها إشاعة فقط، وما الديمقراطية إلا كذبة كبيرة أوهمنا بها أنفسنا. 
كل دين يدعي أبناءه أنه مبني على حرية التعبير، ولكن ما أن تسأل عن شئ حتى تجحظ عين المسؤول، ويخزرك بخزرةٍ تود لو تسوى بك الأرض، فإن كان ديمقراطياً إستند إلى نصٍ مقدس كما في الإسلام مثلاً(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) وهذا الذي يقرأ النص لو سمح لنفسه أن يكمله، لما وقع وأوقعنا في محنه، ولا صار متشدداً، ولكن هيهات أن يعترف الجاهل بجهله!

يقول القرآن الكريم(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ[المائدة:101]) إذن فالنص أجَّلَ الجواب عن بعض الأسئلة إلى (حين)، وليس عدم السؤال! هذا ومَنْ قال أن الأشياء التي نسأل عنها، هي التي قصدتها الأية!؟ 

وهل كان الإمامُ (علي) لا يعرف هذه الأية حتى يقول:"سلوني قبل أن تفقدوني"!؟
إن عبارة "نفذ ولا تناقش" المشهورة عند حزب البعث، والتي تحولت في أواخر أيامهِ إلى "نفذ ثم ناقش" نجدها اليوم بإبهى صورها، يمارسها أصحاب القوة والقرار، من مسؤولين وغيرهم، مع كافة شرائح الإعلام بصورة خاصة، ولديهم عدة طرق: يبدأون بشكوى ودعوةٍ قضائية، فإن لم يَتُمُ لهم الأمر، جعلوها قضيةً عشائرية، فإن لم يكن لهم الظفر، حولها إلى قضية عصابات، ويتم إغتيال المقابل وتصفيته!

قد يسأل سائل: لماذا لا يستخدمون الرشوة لإسكات المقابل؟

وللجواب على هذا السؤال نقول: 
أولاً: إعطاء الرشوة قد يكون دليلاً أخر يتمسك بهِ المقابل، كذلك فلا ضمان لسكوته في قابل الأيام فلعله يكتشف ملفَ فسادٍ أخر، فالمسؤول واقع في مستنقع الفساد، كذلك وأن تصفيتهُ أضمن وأسرع وأرخص، خصوصاً مع غياب المحاسبة وقيام المحسوبية. 
ثانياً: الرشوة حرامٌ في شرع الرب، والمسؤولون هم أبناء الرب وأحباءه! وهذا المتكلم المقابل، هو العاصي لأمر مولاه، مطالب بدنياه، متبعٌ لرغباته وشهواه، والمعترض على حكم الرب، فجزاءهُ القتل والتنكيل! لكي لا يتجرأ أحدٌ بعد ذلك!
بقي شئ...
على هامش ديمقراطيتنا، تجري عمليات إغتيال لناشطين مدنيين، ربما تقف ورائها جهات مشبوهة، بُغية تأجيج الأوضاع المشتعلة أصلا!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك