المقالات

ويحكم: إني أعرف بهذا الفتى منكم إنه الجواد! / امل الياسري

1583 2015-09-14

أمل الياسري
يروى أن يحيى بن أكثم، جادل المأمون حول الإمام الجواد (عليه السلام): فقال: جعلت فداك، ما تقول في محرم قتل صيداً؟ فأجابه الجواد (عليه السلام) قائلاً: أفي حل أم حرم؟ عالماً كان أم جاهلاً؟ قتله عمداً أم خطأً؟ حراً أم عبداً؟ صغيراً أم كبيراً؟ مبتدئاً بالقتل أم معيداً؟ من ذوات الطير كان الصيد أم غيرها؟ صغارها أم كُبارها؟ مصراً على فعله أم نادماً؟ ليلاً أم نهاراً؟ مُحِرماً بالعمرة أم بالحج؟ فتلجلج القوم لحكمة ما سمعوا!
حياة الإمام الجواد (عليه السلام)، مليئة بالشرف، والحكمة، وكمال العقل، والفطنة، لأن شجرته إرتوت من منهل النبوة، وينبوع الرسالة، كيف لا وهو حفيد مدينة العلم، وبابها يعسوب الدين، (عليهم صلواته تعالى أجمعين)، إنه الإمام القانع، التقي النجيب، المرتضى الزكي، الكريم كجده الإمام الحسن (عليه السلام)، ورث العصمة من بيت الكرامة، والرسالة، والإمامة، والمباهلة، إحتضنت جثمانه الشريف، فردوس الكاظمية المقدسة، مع جده الإمام الكاظم (عليه السلام)، فإزدانت ألقاً، وشموخاً، وصبراً، وهيبةً، وعظمةً، إنه جواد الأئمة!
لاتزال يداه تهطل بالعطايا، فهو الكريم في معترك السؤال، مثبت في ساق العرش الإلهي، إنه من أهل البيت (عليهم السلام)، الذين أبعد الخالق (عز وجل) عنهم الرجس، وطهرهم تطهيراً، بيد أن رزية الإمام الجواد (عليه السلام)، فاجعة جاءت بنفس السم العباسي البغيض، حيث أستشاط المأمون غضباً من حب الناس لإمامهم، فقال: ويحكم إني أعَرفُ بهذا الفتى منكم وسأزوجه إبنتي أم الفضل، وقد تشربت الكره والحقد، فتسول لها نفسها الأمارة بالسوء، وضع السم للإمام (عليه السلام)! 
مهما أتى المبغضون لأهل البيت (عليهم السلام)، من قوارع الطعن فهم لن يضروهم شيئاً، حيث مختلف الملائكة وباب نجاة الأمة، والأصل الثابت في السماء، فلا يدركون أن ذكاء الفروع، يكمن بذكاء الأصول الراسخة في الأرض، فإذا أخذ الناس ظمأ شديد، فلا حل لمعضلة وإلا وبيت علي لها، فأين الثرى من الثريا؟ بل إن الفضائل الكريمة، والخصال الحميدة لأهل البيت، تدون ملحمة خالدة، لكنهم لا يستكينون للظلم أبداً، أحراراً كجدهم سيد الشهداء، الإمام الحسين (عليه السلام)! 
نورك المشرق، وضياؤك المتألق، لن يغفو بين جدران مقبرة الكاظمية المقدسة، بل إن أثرك في الأرض باق، ما دامت منارتك وقبتك، تتلألأن خيراً وبركة، وإن كنت قد عشت حياة البساطة، والتواضع، والحرية، فذلك لأن آباءك وأجدادك، أقاموا دولة العدل، والرحمة، والتسامح، فأيد اللهم دولة تعز بها الإسلام وأهله، وتذل الكفر وأهله، إنك سميع مجيب، أما وقد حان وداعك، فإنا لفقدك محزنون، (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك