المقالات

"العراق للعراقيين" مقولةٌ لم يتقبلها الآخر

2427 2015-09-13

عندما دخل السيد الشهيد محمد باقر الحكيم العراق، أعلنها صرخةً مدويةً: "العراق للعراقيين"، مقولةٌ هزت أركان بناء الآخر(كل مَن لا يريد الخير للعراق)، ووافقته المرجعية الدنية الرشيدة في ذلك، فرأينا كبار العلماء من كافة الطوائف والأديان، تذهب إلى النجف الأشرف، وتعلن موقفها الرسمي بتأييد مشروع السيد الحكيم، في بناء دولة مدنية مستقلة، تحفظ الإنسان وكرامته، بعيداً عن الأنتماء الفئوي.

عرف الآخر مدى خطورة الموقف، وفشل خططهِ، فسارع في إغتيال السيد الحكيم، وبقية شيفرة المرجعية الدينية الرشيدة، عصيةً في فكها، على خبراء برمجيات السياسة الخبيثة، فتم العمل على محاولة إلغاء دور المرجعية، حتى وصل بهم الأمر إلى التشكيك في نزاهتها وورعها، وجهادها في حفظ الدم العراقي، فضلاً عن المال العام، مسخرين لذلك وسائل إعلامية شيطانية، بثمن مقبوض.

إنقسم الشعب بسبب التضليل الإعلامي، إلى قسمين: الأول يدعو إلى دولة مدنية، وهو يظن بأن الدين والمرجعية يقفان بالضد من هذا، فهاجم المرجعية دون معرفة بها، وبمشروعها لإنقاذ البلد، وهذا ما حصل في المظاهرات الأخيرة، التي دعت إلى الإصلاحات. وأما القسم الثاني فهو وإن كان يظنُ نفسهُ تابعاً للمرجعية، لكنه في نفس الوقت، متطرف ولا يفهم المنهج السياسي الذي تتبناه مرجعية النجف الأشرف، فظن أن الإسلام منحصر في ولاية الفقيه، التي تبنتها السياسة الإيرانية، فهاجم كل من يعارضهُ، خصوصاً مَن يدعو إلى دولة مدنية، ظناً منهُ بأن القائل يدعو إلى ترك الدين.

زيارة رئيس مجلس النواب إلى قطر وحضوره مؤتمر الدوحة، للعراقيين المعارضين المطاردين، تلقفها الإعلام المغرض للإطاحة بالجبوري، متهماً إياه بالعمالة وخيانة الوطن! ولو عدنا في النظر إلى الحقبة السابقة، لوجدنا أن هذه هي التهمة التي كانت توجه، لمَن كان معارضاً في الأمس، ويمتلك السلطة اليوم، عندما كان يذهب إلى إيران! 

كذلك جوبهت زيارة السيد عمار الحكيم إلى المالكي في مكتبه، بردة فِعلٍ عجيبةٍ، حتى من محبيه، متهمين إياه بالتواطؤ والتنصل عن مطالب الجمهور بمحاكمة المالكي، وهذا تحليل غير منطقي بالمرة، فالمالكي يمتلك أكبر كتلة برلمانية، وله ثقلهُ السياسي، وهو عامل مؤثر بالعملية السياسية والعسكرية، شئنا ذلك أم أبينا، كذلك وأن محاكمته، مسألة مرتبطةٌ بالقضاء، وهذه الزيارة لا تقدم ولا تؤخر، بل ليس لها تأثير على مطالبتنا المستمرة، بمحاكمة كل من قصَّر في أداء واجبه، ومنهم المالكي الذي كان على رأس الهرم السياسي.

يجب الفصل بين ما تطالب به الناس، وبين ما تستطيع أن تحققهُ السياسة على أرض الواقع، فليس من صالح الشعب العودة إلى نقطة البداية، بل عليه الحفاظ على منجزاته وعلى رأسها الدستور بالرغم مما يشوبه من نقص وغبن لبعض المكونات، نظن أن علاجها مستقبلاً ليس بالأمر العسير.
عودة الجعفري من فرنسا، وإجتماعهِ بأبرز الشخصيات المؤثرة بالعملية السياسية، ولا سيما قادة كتل التحالف الوطني، بادرة جيدة نتمنى لها أن لا تكون شكلية، وأن يُعيد التحالف الوطني هيكلة نفسهِ، ويختار قيادة تستطيع النهوض بالواقع السياسي، وتنفيذ حُزم الإصلاحات، التي طالب بها الشعب.
بقي شئ...

بَنَتْ إيران أُمةً ووطناً على حساب الطائفة، ولا أدري لماذا نُصرُ على بناء الطائفة، على حساب الأمةِ والوطن، نجحت إيران وفشلنا! هل سيبقى مَن يسألُنا: لماذ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك