المقالات

حزب الشارع؟! / قاسم العجرش

1828 10:51:21 2015-08-31

قاسم العجرش

توصل المشتغلون بالحقل السياسي، الى نتيجة مهمة؛ فيما يتعلق بالمشاركة الأنتخابية، تتمثل في أن نتائج الانتخابات، ليست هي القاعدة الوحيدة، التي يمكن من خلالها، الحكم على قوة حزب ما في الساحة السياسية، وإن كانت الأصوات الإنتخابية، قاعدة مهمة يمكن الركون إليها إلى حد بعيد.

ثمة معايير أخرى؛ غائبة عن إدراك القوى السياسية، بسبب أن معظم الأحزاب المتصدية راهنا، تبني وجودها على العملية الأنتخابية، ولا تقيس مساحة وجودها إلا من خلالها، وهو مقياس أحادي، يقول عنه علماء السياسة، يؤدي إلى إصابة الساسة بالغرور، إن هم حققوا نتائج عالية في الانتخابات، وسيقودهم غرورهم إلى العمى عن رؤية الحقائق، والطرش عن سماع ما تقوله فيهم الجماعات المجتمعية، التي فشلوا بالتواصل معها.

الى وقت قريب؛ كانت القوى السياسية ترى أن هذه الجماعات لا رأي لها، وأن من السهولة بمكان إحتوائها في الموسم الإنتخابية، عبر سلسلة من النشاطات والوعود، أو بعمليات شراء الأصوات المكشوفة، كما يرون ان الساحة السياسية، لا يقودها ألا من  له باع طويل في دهاليزها، وممارسة السياسة خلف الستار، عندما يتم استبدال الانتخابات، بالصفقات السياسية التي تعقد في غفلة من الشعب.

بالمقابل ثمة جماعات مجتمعية لم تشارك في الانتخابات، وربما لن تشارك مستقبلا، ومع ذلك فإن لها قوتها، التي لا يمكن إغفالها أو التنكر لوجودها!

 من بين تلك الجماعات، ما يمكن اعتبارها حزبا قائما، وإن كان حزبا ليس منظما تنظيما حسنا، وفقا للمعايير التنظيمية، إذ انه لا يمتلك مقرات وقيادات، كتلك التي تمتلكها الأحزاب القائمة، لكن هذا الحزب الإفتراضي يمتلك الشارع، وهو يمثل كثرة كاثرة، بدأت تفصح عن رأيها بقوة، بدأت تربك حسابات المتصدين للمشهد السياسي، بل ووضعتهم في زاوية حرجة، وأنهالت عليهم ضربا فوق وتحت الحزام !

بالحقيقة وكما ترون ما يحدث في الشارع، فإن الجماعة التي تتسمى بجماعة اللا رأي، قد أعطت رأيها بالعملية السياسية وبمخرجاتها، عبر سلسلة من التظاهرات، التي تعلن صراحة؛ أن الساحة السياسية ملوثة، وأنهم قد عرفوا من لوث هذه الساحة وشخصوه تشخيصا دقيقا، وأن الساحة مازالت تتلوث كل يوم بمزيد من اللاعبين.

التحرك الجماهيري الأخير لم يأت صدفة، أو كنتيجة عرضية لحدث آني، بل هو ثمرة حنظل تراكمات من الخيبة، وسينزع عن معظم القوى والأحزاب؛ أهليتها السياسية، وسيكون هذا الانتزاع حكما قاسيا على وجودها ووجود قادتها، لأنه ليس من المتصور أن تأتي الانتخابات القادمة ويخوضها من حقق في الانتخابات السابقة أرقاما بمئات الآلاف من الأصوات، وهو يعرف أنه هذه المرة سيخرج خالي الوفاض

كلام قبل السلام: في الانتخابات القادمة؛ لن يجد كثير من الساسة الحاليين، "الشجاعة" الكافية للمشاركة فيها، إلا أذا كانوا بلا "غيرة" أو أحساس..!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك