المقالات

ليلة دخول داعش لـ(الخضراء)..!‏

2177 21:07:53 2015-08-25

إنّه يومٌ قريب, فمخرجات (الحشد المدني) إختلفت جذرياً عن نتائج الحشد العسكري..من لا يرى هذا اليوم, لم يتقن فهم التاريخ, الحركة ذاتها؛ عندما يأكل الإنسان نفسه!.. في الجبهة حرب شرسة, وفي العراق ثورة تطالب بالإصلاح لكنّها لا تريد إصلاح ذاتها!..كل شيء مبهم, سوى شيئاً واحداً بات واضحاً؛ الدم هو الوسيلة التي ستحدث بها الفتنة. الدعوات والنوايا الحسنة, والشعارات المثالية, لا يمكن الإعتماد عليها؛ فعنصر الخرق حاضر بقوة في ساحات التظاهر. لذا, وبما إنّ البلد في حالة حرب؛ فالحراك أمام طريقين: مراقبة حزمة الإصلاحات التي أعلنتها الحكومة وإتاحة الفرصة المناسبة لتحقيق تلك الإصلاحات. أو الذهاب إلى المجهول, عبر تظاهرات بمطالب متناقضة وفوضوية تصل لدرجة التخريب أحياناً, والقتل حيناً. يبدو إنّ التغذية المخابراتية الخارجية حبكت العملية, وهي تعد لفوضى شاملة بغية إنتاج عراق جديد مغاير لما يطلبه الشعب!.

لعل (الجُمع) القادمة سشتهد تلك الفوضى..نازحون بالآلاف, خلايا نائمة, وجماهيرغاضبة يسهل إستغلالها. جميع عناصر اللعبة متوفرة, وساعات الوجع القادم مؤلمة..طعنة نوجهها لجيشنا وحشدنا, وهل ينفع بعدها حنين لماضي؟! حينها, لن يهنأ مدني في جلسة على حدائق أبي نؤاس, ولن يلتق مؤمن ربّه في جامع أو كنسية..ستنكفأ الحياة لسنوات الموت, ستتشوّه ساحات المدينة وتخلو عنوةً من مرتاديها, وجند الخليفة يجوبون شوارع العاصمة بظفائرهم لإحصاء همسات العشاق وتشويه جذور الجمال!..

سيُنتزع الجميع من مدنيّته قهراً, ليحمل جواز (أيمان) موقع بختمٍ أفغاني..لا مجال للإحتجاج آنذاك؛ فمرتزقة الخليفة لا يجيدون إستخدام خراطيم المياه لفضّ التظاهرات, لو سلمّنا بوجود من يجرأ على التظاهر في ساحاتٍ تملؤها رؤوس المخالفين أو المشكوك بولائهم (الخلائفي). في تظاهراتنا ضد الفساد, وجدنا آذاناً صاغية وأفواهاً مرددة, وبعض الوعود التي ننتظر تحققها؛ ما بعد تلك الليلة, سيدخل البغاة للخضراء, وقد نفرح بموتِ فاسد أو هرب سارق؛ بيد أنّنا سنحزن كثيراً على رؤوس كانت تصدح بيننا, جزرتها سكين شيشانية!..هل ستسقط بغداد حقاً؟!

لن تسقط بغداد بسهولة, سيما إنّ التظاهر السلمي بات أمراً ضرورياً, لكنّ الحرب تؤجل أشياءاً كثيرة وتضبط إيقاع الجمهور حول هدف أساسي لا يعلو عليه غيره؛ تحرير الأرض. لما الخشية إذن؟..

 لقد دخلت دوائر كثيرة, ولعل داعش في مقدمتها..الجميع له أهدافه, والأبرز؛ فك الحصار الذي تفرضه قواتنا الأمنية على الدواعش, وإغراق العاصمة بفوضى عارمة.  فوضى بغداد ستكون مروّعة, ومن أهون شرورها؛ تمكين أمراء الحروب, ولا صوت يعلو وسط قعقعة السلاح..لنتذكّر بعض أسباب الكوارث؛ إعتصامات الأنبار كانت مشابهة لما يحصل اليوم في الوسط والجنوب, وقد إستجابت الحكومة لبعض مطالبهم, ورفعوا السقف, ثم إستجابت وأرتفعوا رفعة أخيرة, إذ حدث بعدها الإعصار. وعاد بحث الإنساني الفطري عن دارٍ يسكنها..!‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك