المقالات

بين الاصلاح والدستور وخفايا الاتفاقات

2174 2015-08-10

حديث الشارع عن الاصلاحات وهذه الاصلاحات ليست جديدة على الشارع العراقي في الفاظها فان البسطاء وحتى من لا يفقه بالسياسة يردد هذه المطالب والكل يعلم بحجم الفساد الاداري والمالي في الحكومة ومؤسساتها بسبب الثغرات القانونية ، نعم اصلاحات العبادي ليست بجديدة ولكن الجديد هو التاييد ، واعتقد بل انا اجزم ومتاكد بان هذه الاصلاحات ستصطدم بالقانون او بالاتفاقات السياسية التي كثيرا ما طالبت بها بعض القوى عند تشكيل الحكومة بل حتى الحكومات السابقة كانت تتشكل على ضوء اتفاقيات خارج الدستور ( سابقا مثل حكومة المالكي شكلها اتفاق اربيل الذي اخل به المالكي بسبب تضارب بنوده مع الدستور)الان هل هذه الاصلاحات ضمن الدستور ؟ هل هذه الاصلاحات ضمن الاتفاق السياسي الذي على ضوئه تشكلت الحكومة ؟

ان قلنا كلا فان هذه الخطوة ستلاقي مصاعب ونخشى من اولها وهو الرد عليها في الشارع العراقي عبر المفخخات ، وان كانت ضمن الدستور نسال العبادي وقبله المالكي لماذا لم تقدمون عليها قبل ان تستفحل ؟ بلا خلاف والكل واثقون ان هذه الاصلاحات ستجير حزبيا او كتلويا ، ولكن يبقى القدح المعلى للمرجعية التي استنهضت هذه الهمم بالاتجاه الصحيح ، ويبقى السؤال حاضرا ، الى أي مدى وصل هذا الفساد وعدم المبالاة وكم كان الثمن باهضا لتاتي هذه الاصلاحات بعد اكثر من عقد من السنين؟ لماذا لم تلتزموا بنصائح المرجعية منذ ان تهاوى صنم بغداد ؟ كانت المرجعية تؤكد على سيادة البلد وحكمه من قبل ابنائه حتى في رسائل التعزية التي ترسلها لاصحاب المصيبة مثلا عندما فجر مقر الامم المتحدة في بغداد، اكد السيد السيستاني على دور الامم المتحدة في مساعدة العراق لكي يحكم من قبل ابنائه،

هل سيمرر البرلمان هذه الاصلاحات ؟ الاعلام الان امام مادة دسمة فالعواجل كثيرة والتنبوءات وفيرة والمسؤولون فرصتهم لاكتساح هذه الوسائل والظهور من على وسائل الاعلام للادلاء بما يؤمّن مستقبلهم السياسي، وحتى الكاذبين سيكون لهم حضورا واسعا في بث الاخبار الكاذبة بغية النيل من الاصلاحات.

يقال ان هذه فرصة تاريخية منحت للعبادي ، انا لا اؤيد ذلك فالفرصة عندما تتحقق نتائجها على ارض الواقع تصبح تاريخية ، نعم الزخم الجماهيري له دور في حث الخطى نحو الاصلاح ، فاذا كان الاصلاح بخلاف الدستور فهل سينفذ ؟ لاسيما ان المحكمة الاتحادية سيكون لها الدور الاهم في تفسير بنود الدستور الغامضة التي يفسرها كل على هواه، وهذا سيجرنا الى الطعن في المحكمة الاتحادية لانها اصلا هي قانون المحكمة الاتحادية محل خلاف في البرلمان. ولكن ماذا سيحصل لو ان البرلمان اصبح مهرجان ؟

مجرد سؤال الفاسدون ممن يخشون ؟ ان لم تكن هنالك قوة تنفيذية بعيدة عن كل اشكال المحاصصة والتفرقة، فان الفاسدين سيمرقون من قبضة القانون، ومجرد سؤال اخر هنالك قرارات اتخذها العبادي سابقا كانت مهمة لم تنفذ على ارض الواقع، من يعرقل التنفيذ ؟ نحن لا نشك بصدق نوايا رئيس الوزراء في اصلاح البلد ونحن نعقد الامل على اصلاحاته ولكن نامل اكثر ان تتكاتف بقية القوى السياسية ظاهرا وباطنا مع العبادي لانقاذ العراق من هذا المازق ، مع كون نداء المرجعية هو بحجم نداء الجهاد الكفائي فانه بحاجة الى رجال ليثبت بانه نداء انقذ العراق مثلما اثبت رجال الحشد الشعبي ان نداء الجهاد الكفائي انقذ العراق.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك