المقالات

ولنا في ظريف عبرة!

1488 2015-07-26


لا يخفى على احد، أن مارثون المفاوضات النووية، بين الجمهورية الاسلامية والقوى الغربية المتمثّلة بما يعرف + وهي أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا والاتحاد الأوربي، أخذت صدى وتجاذبات وتنافرات، ومصالح ومطالب ، وتأثيرات ومزايدات ، على كافة الأصعدة الدولية والإقليمية. حتى قيل ان أي عملية او مبادرة او إتفاقية ستبقى معلقة؛ لحين معرفة نتائج هذا الإتفاق التاريخي. 

إثنين وعشرين شهراً، هي الفترة التي إستغرقت في بدء المفاوضات الرسمية العلنية، شابتها الكثير من التعقيدات والشكوك، والقبول والرفض، والليونة والعناد، والضغط والرجوع الى طاولة الحوار والمناقشات. دولة واحدة قبال ستة دول عظمى، مؤثرة ومسيطرة على جميع مفاصل العالم ، لمْ ينتابهم اليأس في الوصول الى إتفاق وهذا ما علمنّا عامل البازار، المشهور بعناده . 

رغم كل المغريات والتأثيرات الاقليمية، وصفقات الأسلحة من بعض دول المنطقة، وفي ظل نباح إسرائيل ونيتانياهو ، في الحد من الوصول الى هذا الإتفاق، ووضع كل العراقيل والتهديد والوعيد، إلا ان المفاوض الإيراني قال كلمته وصمد ونجح وكسب ثقة شعبه أولاً والعالم الغربي ثاتياً. 
ان طبيعة المفاوضات، فيها مكاسب وتنازلات، لكن في المحصلة هي نتاج طبيعي لحالة من التوازن وبداية صفحة تاريخية جديدة ، فأيهما أفضل يا ترى ؟ ان يبقى التصلب والعناد ، والمهاترات الإعلامية، ام تكون هناك جولات حوارية ونقاشات مستفيضة تنتهي بقرار مرضي لكل الأطراف . 
المكاسب التي حصلت عليها الجمهورية الاسلامية ، هي الإعتراف الدولي بقوة إيران وسلمية برنامجها النووي، إلغاء الحصار الذي انهك شعبها رغم قوته وصبره وفعله المستحيل طيلة الحصار المفروض، إلغاء الحظر على الأسلحة والصواريخ والتسلح ضمن فترات زمنية محددة.

أن البرنامج النووي الايراني السلمي الذي تم التسويق له من خلال قلب الحقائق،بأنه يشكّل تهديدا للسلام والأمن العالمي، يتحول الى موضوع للتعاون الدولي مع سائر الدول في إطار المعايير الدولية.

حفظ البنى التحتية النووية الايرانية، ولن يتم التخلص من اي جهاز طرد مركزي،وإلغاء حظر التسلح على ايران، وإستبداله ببعض القيود، وفسح المجال أمام توريد او تصدير بعض المنتجات التسليحية، وإلغاء القيود كاملة ايضا بعد خمس سنوات، الإفراج عن عشرات المليارات التي تجمدت نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض، من أهم بنود هذا الاٍتفاق.

إنها بالفعل إتفاقية سياسية وإقتصادية ناجحة لكل الأطراف ، من شأنها أن تلقي بظلالها على المنطقة وعلى العراق خاصة . 
لا بدّ ان تكون لنا عبرة من هذه المفاوضات، وكيفية ادارتها والوصول الى نتائجها، لو قارنّا بين الاتفاق النووي الإيراني والاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة الامريكية لوقفنا برهةً وعرفنا من نحن وكم نحتاج لنكون رجال دولة !!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك