المقالات

من يقتل وحش التقسيم

1594 2015-07-12

مزالق التوتر تحتفي عند بعض الساسة، وتزجهم في مهالك التقسيم الاعمى، ورياح الحرب تدق أبواب الوطن، وتعلن نصب المشانق في الطرقات، وهذا سلاح فتاك، يزرع الصمت في شوارع المدن، ويقتل الانسانية في روح التاريخ، ويؤسس إلى عالم جديد لونه أحمر، وفي منتصف الليل، تنتفض خفافيش الظلام، لتسرق ضحكة طفل من حضن أمه، وتسبى فتاة لتبيعها في سوق النخاسة المخزي. وحش التقسيم الكاسر، يحمل الغل والكراهية، ولا يعرف للرحمة طريقا، ويبتلع كل من يقف امامه.

من يحمل فكرة التقسيم، من السياسيين السنة، يبدو عليه غفل عن أضرار هذه الخطوة، فأن السنة أكثر المتضررين من ذلك، نتيجة روح التنافس بين أحزابهم تارة، والصراعات والمصالح الحزبية والشخصية تارة أخرى، فكل من هذه القوى، تريد السيطرة والتحكم بالقرار السياسي، فضلا عن انهم يفتقدون للمرجعية الدينية الموحدة، لكي يلتفوا حولها، ويطيعون أمرها ويتبعوها، وهذا الامر سبب لهم كثير من المشاكل في الفترة السابقة، مما يؤدي إلى نشوب صراعات بينهم، تحرق الأخضر واليابس، من أجل التفرد بالسلطة.

الفكر المتطرف؛ يتبنى منهج الإقليم السني، لكنه يجهل حدوده، وما يترتب عليه، من أخطار وتداخلات الماضي والحاضر، ورسم الحدود ومشاكلها التي لا تنتهي، بين الكورد ومناطقهم المتنازع عليها، من جهة، وبين الشيعة، وديموغرافية البعث المشؤوم، وخرائط الدولة العثمانية، والاحتلال البريطاني، وبين المراقد الشيعية وما تعنيه من قدسية، والدليل عندما حصل تفجير سامراء، وما خلق من فوضى، وقتل طائفي في تلك الفترة العصيبة، التي مرت على البلد، فكيف سيكون الحال في ظل التقسيم؟

الإرهاب قتل الحياة في أرض السنة، وقطع أوصال الشباب في وضح النهار، لينشر الرعب في مدن الموت، ويسلب حلي النساء، بدون وجه حق، تلك الفعاليات رسخت مرارة، ورواسب لا تقبل القسمة على أثنين، فأما الحياة تحت رعاية الدولة، ومحاربة الفكر الدخيل، واما الرضوخ لسوق النخاسة.
في الختام؛ أتركوا عقلية الوحش المسلح الوافد، وأتبعوا العقلية السائدة للدولة، لكي نعيش بسلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك