الآن وقد نفق عجل النواصب الكبير ومعبود زمانهم السفاح الزرقاوي سيعمل الاعلام المعادي على تخفيف الخسارة التي مني بها حلف الحقد الطائفي وتطويقها، وذلك خدمة لقضيتين أولهما: حتى لا يتفتت عضد يتامى التكفيريين في العراق لاسيما بعد ما غدا ثابتا أن ظهور الزرقاوي العلني قبل شهر كان يعبر عن انكفاء كبير في مسيرة آمالهم، ولذلك استخدم من الكلمات والمصطلحات التي يفهم منها انه فقد الكثير من السيطرة على حواضنه ومتبنيه.وثانيهما: حتى لا يتقوى الصف المعادي للارهاب ولصناعه ولا يجدوا في هذا الانجاز الأمني الكبير مجالا لتوحيد القوى المناهضة للتيار التكفيري بعد أن بات واضحا أن هذه القوى ما عادت تحمل هوية شيعية فقط وإنما انضمت إليها الكثير من الفعاليات السنية التي اخذت بطريق الاعتدال.ولهذا لم استغرب وانا ألاحظ وأراقب قنوات الجزيرة والعربية وكذا قناة الزوراء العراقية التابعة لمشعان الجبوري وهكذا الكثير من المواقع الالكترونية التي تابعتها خلال الساعات المنصرمة وهي تحاول من تخفيف آثار الفاجعة التي حلت في أوساط تيارات الحقد الطائفي، ومهما يكن فإن قناة الجزيرة تبقى هي المعنية الكبيرة في لعب هذا الدور الذي جاهر منذ البداية في استعداء الشعب العراقي والضحك على جراحه وآلامه.كانت قناة الجزيرة وبلا مبالغة من الحزن المتصاحب بغيظ شديد ما قد تكون بأمس الحاجة إلى أن تنصب عزاء على الزرقاوي المجرم في كل تعليقاتها وما صدر عنها وفي طبيعة اسئلة محرريها ولا أشك انه لولا ما بقي فيها من آثار حياء لوضعت شريطا اسودا واكتحلت عيون مذيعيها بالدموع حزنا على شيخ الذباحين كما يحلو للإرهابيين في منتديات الحسبة والنصرة أن ينادونه.أيا ما يكن يمكن للمرء أن يلاحظ أن المحررين والمذيعين عكفوا على مواصلة التشكيك في جدية الآثار التي ستنجم على هلاك الزرقاوي، وظلوا يروجون لكل حديث يصدر من هذا النكرة أو من ذاك للتعبير عن جهادية هذا السفاح أو يحاولون أن يبرزوا كل ما من شأنه أن يلمع صورته القبيحة.وهذه الأساليب في الوقت الذي ينفع الاشارة إليها لكي نعرف كيف يعمل الاعلام المعادي، إلا إنها ما كانت لتفوت علينا رؤية البؤس في وجوه طالما أضمرت الكراهية لنا وراء تكشيرة التشفي التي تبرز من شفاههم كل ما نفذ المجرم الزرقاوي له جريمة كبيرة إن كان أولهم عدو الباري عطوان فلكم أن تعرفوا من آخرهم!!..