المقالات

اللوبي السعودي ونزعته العدوانية الجديدة.- القسم الأول

1452 01:22:24 2015-06-22

اللوبي بمعناه العام كلمة إنكليزية تعني الرواق أو الردهة الأمامية في الفندق . وتطلق هذه الكلمة في السياسة على الجماعات أو المنظمات أو الأسَر التي تتمتع بنفوذ واسع بما تمتلكه من ثروات طائلة وتحكُّم بمراكز القرار، وتسخر الإعلام التابع لها للوصول إلى غاياتها. 

ومن خلال هذا التعريف البسيط والواضح لايخفى على أي إنسان متابع لأحداث العالم السياسية والاقتصادية في عصرنا الحالي مدى النفوذ الواسع الذي يتمتع به اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة والدول الغربية قاطبة. حيث يستولي الصهاينة على مراكز القرار في هذه الدول من خلال المال والإعلام . وإن معظم حكام هذه الدول لايصلون إلى دفة الحكم إذا لم يحظوا بتأييد من هذا اللوبي المتغلغل والمنتشر كالإخطبوط بين شعوب هذه الدول.وإذا رفع مسؤول ما في هذه الدول صوته ضد الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها هذا الكيان وما أكثرها يسارع هذا اللوبي وبأسرع من لمح البصر إلى اتهامه بالتهمة الجاهزة ( معاداة السامية ) ولم يغمض له جفن إلا بتنحية هذا المسؤول من منصبه أو على الأقل إجباره على إعلان تراجعه وندمه على مابدر منه. والشواهد التأريخية كثيرة. وقصة المفكر الفرنسي الكبير الراحل روجيه غارودي ليست غائبة عن الأذهان بعد نشر كتابه (الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل) حيث شنت عليه المنظمات الصهيونية عليه حربا لاهوادة فيها لأنه شكك بـ ( المحرقة النازية ) وهي حالة واحدة من آلاف الحالات. 

وفي منطقتنا العربية يوجد لوبي آخر يمتلك المال والسلطة والقرار وهو العائلة السعودية المكونة من 20 ألف فرد والتي يعتبر كل فرد فيها ملكا فوق القانون ولا يحق لأحد من أفراد الشعب رفضه لأي انحراف أو تصرف خاطئ يبدر من هذا اللوبي إعتبارا من الملك الكبير وحتى أصغر أمير.وقد سار هذا اللوبي على نفس خطوات اللوبي الصهيوني، وبات يشترك في الكثير من السمات معه إلا في حالة واحدة وهي إن اللوبي الصهيوني مسيطر على مراكز القرار في أمريكا والغرب واللوبي السعودي خاضع لمراكز القرار في أمريكا والغرب. لكنه يبسط نفوذه السياسي وهيمنته الظلامية على شعبه ويحاول تصدير فكره الظلامي إلى المنطقة العربية والسيطرة عليها من خلال القوة العسكرية المدعومة بالمال والإعلام . كما حدث في البحرين واليوم بعد الهجوم الجوي البربري على اليمن بمختلف أسلحة الموت الحديثة فيما سمي بـ (عاصفة الحزم ) حيث أجهزت طائراته التي صدرها له الغرب بمليارات الدولارات من أموال الشعب السعودي على هذا البلد لتأسيس حكومة عميلة تأتمر بأوامره، ولإرجاعه إلى ظلام القرون الوسطى . وأخذ رؤوس هذا اللوبي يصرحون علنا بأن الخطوة التالية هي تحويل سوريا والعراق إلى إمارات وهابية تابعة لهم ورحم الله الشاعر العراقي معروف الرصافي حين قال :
عبيد ٌ للأجانب همْ ولكن - على أبناءِ جلْدَتِهِمْ أُسودُ.

فالعائلة السعودية تمتلك أكبر ثروة في العالم حيث تصدر أكثر من 12 مليون برميل من البترول يوميا. وأفرادها ينتشرون في العاصمة الرياض، وفي معظم المدن المهمة كالمدينة المنورة وجدة وينبع وغيرها. ويتسلطون على المراكز الرسمية المهمة والشركات والبنوك والمراكز التجارية وشركات الأراضي والعقارات ويدينون بالولاء والطاعة المطلقة للملك. ويطالبون الشعب بطاعتهم وطاعة ملكهم طاعة عمياء. وأغلبهم لايملكون شهادات علمية حقيقية، وإذا تطلب الأمر إلى شراء شهادة علمية للمباهاة بها فهي تصل إلى قصر الملك الصغير من إحدى جامعات اللوبي مغلفة بإطار ذهبي ومعها تهنئة حارة . وتسبح وسائل إعلامهم الضخمة وفي المساجد التي تبث روح الكراهية لمن يخالفهم بحمد الملك ليل نهار على النعمة الكبرى التي يعيش فيها هو والأسرة الحاكمة، والبطانة الوضيعة من الوعاظ في الوقت الذي يعيش الملايين في المملكة على الكفاف والحرمان.
لقد نشرت وكالات الأنباء أنباء كثيرة عن فساد أمراء هذا اللوبي وتلاعبهم بالثروات الطائلة بشتى الطرق الشيطانية ، وعن القصور الخيالية التي شيدوها لهم ولأبنائهم وأحفادهم .وهناك حقائق مذهلة عن فساد هؤلاء الفراعنة تدمي قلب كل إنسان شريف في هذا العالم قبل أن تدمي قلوب المسلمين

وهنا أريد أن أذكر حادثة تأريخية وهي : 
حين رأى الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري (رض )يوما معاوية بن أبي سفيان يبني قصرا باذخا قال له بالحرف الواحد : 
(إذا كان هذا من مالك فهو الإسراف وإن كان من مال الأمة فهي الخيانة) أما اليوم فالأمير الواحد في أرض الحرمين الشريفين له عدة قصور وله من الثروات مايذهل المرء حين يسمع بها . وبإمكان كل زائر لهذه المملكة أن يرى القصور الخيالية بزخارفها وهياكلها الضخمة وهي راقدة على مرتفعات وجبال .ويرى إلى جانبها الفقر المدقع الذي تعاني منه طبقات واسعة من الشعب السعودي .
يتبع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك