المقالات

لقد وصلت الرسالة ياحاج..

1249 2015-06-17

لا أخفي عليكم انا أثق بما يقوله جميع الفرسان المقاتلين، ولا أثق مطلقا بما يقوله أغلب السياسيين في العراق، لأن المقاتل الذي ينذر روحه فداء للوطن وللقضية التي يؤمن بها، لا يفكر بالربح والمنصب، فيضطر للكذب، على عكس السياسي الذي ينصب تفكيره بحجم الفائدة والربح، فيكذب كثيراً حاله في ذلك حال التاجر في السوق!!

وعندما يعدك مقاتل مثل هادي العامري، أو قيس الخزعلي، أو أبو مهدي المهندس او الفريق الاول الركن طالب الكناني قائد قوات النخبة ، او غيرهم من المقاتلين الشجعان، فعليك أن تثق بما يقولونه دون شك، لأن كلامهم كالسيف أصدق إنباء من الكتب..

وأذكرعندما كنا في حضرة الفارس المجاهد هادي العامري قبل ثلاثة أشهر تقريباً، وكان معي وقتها بعض الزملاء الإعلاميين الأبطال، من الذين نذروا أقلامهم، ورهنوا مواقفهم ببنادق المجاهدين الأحرار في الحشد الشعبي، وجهتُ للحاج العامري دعوة لحضور احتفالنا بالذكرى الثالثة لتأسيس جريدة "الحقيقة"، وقد رحب الحاج أبو حسن بهذه الدعوة، لكنه وضع كلمة (لو) قبل حضوره الحفل، وقد فهمت من هذه الـ (لو)، أن معركة مهمة وكبيرة ستبدأ خلال الأيام القريبة جداً. وحين ألححت عليه بالسؤال قال: نعم ستكون هناك معركة كبيرة بمثابة معركة كسر العظم مع العدو، فقلت له: هل تقصد بذلك معركة التحرير الأعظم؟ فضحك، وقال: ربما!!

بهذه الكلمة الوحيدة الحائرة، جعل العامري جوابه عائماً، لكننا فهمنا منه أن معركة كسر العظم، لن تكون غير معركة تحرير الموصل. ولعل صمته وابتسامته الخجولة على سؤالي الذي قلت فيه: أهي معركة الموصل يا أبا حسن؟ قد جعلتنا نثق بأنها ستكون في الموصل لا غير!
لكنه همس في أذني وقال: ليست في الموصل يا فالح!!

ثم طلب أن يكون الأمر سراً بيننا حتى تبدأ العمليات الحربية.. وعلى الرغم من ان الحاج هادي العامري كان يثق بالحاضرين ثقة تامة، ويعرف أن خبر هذه المعركة لن يخرج من صدور الحاضرين مطلقاً، إلاَّ أن الرجل -وهو المجاهد الذي قاتل أجهزة صدام من قبل في أخطر الظروف الأمنية وتدرب على الأعمال والخطط السرية البحتة- يدرك جيداً أن الصحفي يملك شهية عجيبة لنشر الخبر المهم، ويعرف كذلك أن لكل صحفي لعاباً يسيل أمام المعلومة السرية. لذا فمن المستحيل ان يسرب هكذا معلومة، حتى لو كان المقابل أخاه!!

وبالفعل فقد مرت أربعة أيام، أو خمسة، حتى انطلقت عمليات تحرير تكريت وملحقاتها في سامراء والمناطق المجاورة، حيث قاد أبو حسن مفصلاً مهماً من مفاصل هذه المعركة، تاركاً المفاصل الأخرى لأبطال العصائب، والكتائب والألوية المجاهدة الأخرى، مع القوات المسلحة، وفرقتها الذهبية الباسلة، وكذلك العشائر الحرة الشجاعة. وقد سموا تلك المعركة الكبيرة معركة (لبيك يا رسول الله)..

 لقد لفت انتباهي في هذه المعركة، (وفرة الصيد) من خنازير داعش، فقد أبرزت الصور المنقولة من المعركة مئات الجثث العفنة للدواعش المتناثرة في تكريت وسامراء وغيرها. وللحق فإن داعش لم تكن تخسر مثل هذه الأعداد الكبيرة من قبل، إلا عبر الضربات الجوية، وذلك لأنهم لا يظهرون في معارك المواجهة إلاَّ بأعداد قليلة جداً، فيقتل عدد بسيط منهم، ويهرب الباقون الى مواقع أخرى، لكنهم في الضربات الجوية يخسرون طبعاً أعداداً كبيرة، بسبب عدم توفر الفرصة للهرب، فعادة ما تكون الضربات الجوية سرية، بحيث تضيع الطرقات من تحت أقدامهم الخائفة. ولا اعرف السر الذي يجعل قيادات داعش تزج بأعداد كبيرة في الهجوم   بينما تستخدم أعداداً قليلة جداً في الدفاع..

المهم أن تلك المعركة بدأت في تكريت، وانتهت بالنصر العظيم، مثلما وعدنا بها الحاج العامري تماماً.. وهذا ما عمق الثقة في صدري بكل ما سيقوله العامري في المستقبل، او غيره من فرسان الحشد الشعبي، والقوات المسلحة الأبطال.. لذلك رحت أتصيد هذه الأيام اقوالهم واحداً واحداً، لا سيما أقوال العامري، حتى لو كنت موجوداً في آخر الدنيا.. متمنياً أن تفلت من لسانه كلمة واعدة بمعركة جديدة، أو بهجوم حاسم على الدواعش، فالساحة شبه هادئة هذه الأيام، ونحن نعرف أنهما معركتان فقط في الأنبار والموصل.. وبعدها نقول باي باي داعش..

انتظرت، حتى قالها (أبو حسن) في الأسبوع الماضي من مدينة النجف الأشرف.. حيث نشرت الوكالات ما قاله (الحجي) بالنص:
(النجف/ وكالات/  أكد الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري ان تحرير الموصل بحاجة الى مقدمات مهمة، منها اكمال تحرير الانبار ثم بيجي والمناطق المحيطة بنينوى ،.

وهنالك حتماً مقدمات لعملية تحرير الموصل، اذ لا يمكن تحرير المدينة اذا لم يتم تأمين وتحرير منطقة بيجي وما حولها مثل الصينية والشرقاط وغيرها من المناطق المحيطة بهما، لكي يكون موضع قدم باتجاه نينوي".

واضاف ان " الاولوية اليوم وفي تقديري للأنبار لعدة أسباب، لان بعض مناطق الانبار مازالت عصية على داعش، ومنها البغدادي وحديثة، وحتى الانبار كانت عصية لولا التخاذل الذي حصل، وبالتالي لو تركت لنا المشورة ، فان الاولوية للأنبار وهي المدينة التي قاومت الارهاب وداعش، وهذا ما اكدناه لرئيس الوزراء، وعليه، هنالك مقدمات لتحرير نينوى، فالأنبار أولا، ثم تحرير جنوب كركوك وهي المنطقة النفطية المهمة..)!!
لقد وصلت الرسالة يا أبا حسن، فأمضوا حماكم الله، وأقلامنا سيوف بأيديكم...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك