عندما يتحدث الانسان عن الكبار يجد نفسه مرهقا لا يعرف الى أين يتجه به القلم الحزين ومن هنا عندما استيقظت هذا اليوم على نبأ رحيل الشيخ الاصفي والذي كان متوقعا لكن ليس بهذه السرعة اذ انه كان يتلقى العلاج الكيميائي منذ مدة وقد تحسن بعض الشيء .
وعاد الى مزاولة عمله كالمعتاد في الأشهر الاخيرة وشارك في عدد من الفعاليات في العراق وإيران وكان اخر ما كان بيننا هو الدورة التي جرت قبل أشهر في مدرسة الامام الخميني قد وكنت محاضرا في تلك الدورة وأرسل لي تحياته على الجهود التي بذلت وكان راضيا عن ذلك الطرح وكنت سعيدا جدا لذلك .
ولكني عدت في ذاكرتي الى اكثر من عشرين عاما حيث كنّا نتصل احيانا ببعض التنظيمات التي تعمل في جنوب العراق وكنت يوما من الأيام في مدينة الزبير ابحث عن صديقي عبد الخالق لكي يحول لي بعض الأموال التي وصلت من الخارج للدينار العراقي وكنت في ذلك الوقت قد استلمت بعض المبالغ لتوزيعها على المستحقين وكنت في الزبير لأَنِّي كنت اريد مساعدة شخص محتاج في مدينة الزبير ...
وقد تم توزيع تلك الأموال بحمد الله في ذلك الوقت واذكر أني عندما كنت أمسي مع صديقي للبحث عن مكان لتصريف الأموال خطر في بالي ان اذكر لصاحبي من أين جاءت تلك الأموال .
فقلت له : هل تعلم من أين مصدر هذه الأموال التي تحاول ان تحولها للعملة العراقية؟.
فقال : لا علم لي فقلت له بشرط ان تسمع وتنسى ؟؟
فقال : نعم
فقلت له : ان هذه الأموال من يد الشيخ الاصفي في ايران الى يدك ؟؟!!
فارتبك وقال لي لماذا لم تخبرني من قبل ؟؟
فقلت له : ولم تقول هذا ؟.
فقال : لو كنت أعلم ما كنت أفرط بهذه الأموال ولجمعت مبلغ تحويلها وأخذتها لنفسي فان مجرد ان يكون الشيخ الاصفي من ارسلها سيجعلني لا أفرط بها أبدا وفي ذلك الوقت كان اسم الشيخ الاصفي يعتبر تهمة لالقاء القبض على اي شيعي يتصل به لانه كان من اقطاب المعارضة المطلوبة لحكومة البعث .
هكذا كان الشيخ وهكذا كنّا ..!!!
https://telegram.me/buratha