المقالات

شخوص تأبى الرحيل الزيرجاوي إنموذجاً

3286 2015-06-03

رجل في قيادة، بطريق مملوء بالإعتدال والصور البطولية، تباكى الموت لأن روحه صعدت الى السماء عند العلي الأعلى، ليس لأنه يرفض قضاء الخالق، بإن كل نفس ذائقة الموت، بل لأنه توجه الى الحياة الأبدية، ولم يعد بإمكانه الإستمرار بنهج الأحرار الأحياء، لرفع راية الدولة العصرية العادلة، رجل وثيق الصلة بمبادئه، كونه أخلص السريرة للخالق، من أجل خدمة العراق.

قلوب مطهرة، ونفوس معطرة، وعقول منتصرة، وأجساد متحررة، فهي لآجالها منتظرة، وبطريق الحرية مستبشرة، فالأجيال ستبقى لها مستذكرة، أسماء للخلود مقدرة، وفي المسيرة مؤثرة، والقيادة فيك يا خالد مقتدرة، فللمجد طرق مختصرة، ورجال هم بالجنة مبشرة، وانت أحدهم.
الموت يضع إصبعه على جراحنا، فيسرق منا أعز الناس، في لحظات فائقة السرعة والدهشة، حتى وأنه لا يمهلنا أن نرتوي منهم، وخالد الزيرجاوي رحل، دون أن يكمل رسالته فينا، فجعلنا نعيش على أمل أن يأتي في أحلامنا فقط، لتبقى الإجتماعات والنقاشات، وذلك والسجال الندي ذكرى تجمعنا، على طريق آل الحكيم.

رجل تجده يسير بخطوات واثقة نحو الدولة العصرية العادلة، التي يؤمن بها، وتلك الصور تذكرنا به رغم غيابه، فأبو مصطفى الذي لم يكن مجرد قيادي في تيار شهيد المحراب (قدس سره الشريف)، بل كان نعم الأخ والصديق، وكذلك كان للفرسان الأب والمرشد لأنهم أبنائه، حين بذل جهوداً كبيرة لأجلهم، ولأجل مدرسة الحكيم المعطاءة.

الأجساد غادرتنا، لكن الخطوات باقية، كالحقيقة الخضراء، تملأ نفوس محبيها بالأمل والصبر، ومواجهة التحديات، وإكمال المسيرة المشرفة، ضمن نهج الإمام محسن الحكيم (رضوان الله عليه)، وبقيادة حفيد المرجعية السيد عمار الحكيم (أطال الله في عمره)، ونحن على يقين بأن شخصية (خالد الزيرجاوي)، لن تغادر قلوبنا، لأنه ملأها شغفاً وحباً لأرض وشعب العراق، الواحد الموحد.

النبلاء وحدهم من يرتقون سلم الخلود، بمسيرتهم الخالدة، فكيف بأبي مصطفى وأسمه (خالد)! فهو النبيل المخلد في سفر الأحرار، رجل شد الرحيل الى سيده .. فأمسى شهيدا .. وداعاً ايها الراحل الى من أحببت.. رغم أنك عجلت الرحيل.

رجل كتب فوق دفتر ذكراه كلمات، في أول سطر، من أول ورقة .. أني راحل .. لكنه لم يخبر أحداً .. وأختار أن يجلس في حضرة مولانا أبي الأحرار..
يا صديقي عندما نزل عزرائيل عليه السلام، لقبض روح خليل الله إبراهيم عليه السلام، قال له ارايت خليلا يميت خليله، فنزل جبرائيل، وقال رب العزة والجلال يقول لك: ارايت خليلا لا يريد لقاء خليله! أقولها بحسرة وألم، وداعاً ياصديقي، وداعاً ايها الإنسان الرائع، وداعاً أيها النجم الساطع، وداعاً أيها النقي الناصع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك