المقالات

الوطنية بين الوراثة والأكتساب

1461 2015-05-27


خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان,الوطنية والولاء للوطن, يقولها البعض بسهولة, ولايستطيع تقدير وزنها, بميزان الحقيقية والصدق, الذي هو ميزان الصائغ (بائع الذهب), يقولونها عندما تمتد أيدهم, الى خزائن الوطن, لينالوا منه بأسم الوطنية الكاذبة. يقولونها بصوتٍ جوهريُ صداح, واضعين راية الوطن حول أعناقهم, ليغمسوها في أناءه الدسم,ثم يرمونها على الأرض عندما تجف.

يصرحون بحب الوطن والتباكي عليه, عندما يظهرون في الفضائيات, وفي وسائل الأعلام, متملقين للهديا والمناصب,ويسبون الوطن ويلعنون تاريخة عندما لاينالون نصيباً من كعكعة المغمسة بدماء أطفالة, يقفون أمام المنابر منتحلين صفة الزعماء والقادة الأبطال, في حين أنهم مجرد محتالين وسراق ومنافقين, يدعون أنهم سيعالجون الوطن من الأمراض, وهم مجرد مرضى موبئين, بمئات الفيروسات والأمراض القاتلة.

ولو الأدبار عندما ناداهم الوطن, للدفاع عنه وعن ثرواتة,وتاريخة وخيراتةُ, فأستشهد خيرة رجالنا, وصناديدنا, في الذود عنه في حين هم تسللوا بين النساء والجدران, هرباً من نداء الوطن, ويصرون وينادون وبكل وقاحة, دون أعتبارلأدنى ذرة من الأخلاق, بأنهم هم من سيحرره من الأرهاب.
يسرقون الوطن, ثم يوصون بعد مماتهم, أن يدفنوا في ترابه, يشكلون كتلُ وأحزاب تحرض على العنف, والكراهية, ضد الوطن وباقي مكوناتة, ومن ثم يغازلون الوطنية, يقدسون تراب الوطن ويضاجعون الوطنية,يسلكون كل الطرق من أجل خداع الوطن, من بيع ضمائرهم للأجنبي وشرفهم للشيشاني, وخيراتهم للسعودي وماء وجوههم للتركي, ولايتنازلون لوطنهم.

فمتى تنتهي هذه المهازل والمسرحيات, ويعودون الى طريق الحق, متى يصبح لدينا قادة ومواطنيين همهم العراق؟, ومتى يكون همنا أن نجعل الوطنية, كنهري دجلة والفرات, اللذان ينحدران من الأعلى الى الأسفل, وبغمران كل أراضي العراق, السهول والوديان, الصحاري والأهوار, بخيرهما؟.
متى يستوعب القادة والمنتفعين أن الولاء, للوطن والوطنية, هي صفة وراثية, وليست مكتسبة, وهي حق وليست صدقة؟, متى نستفيق من سباتنا, لنؤسس معاً لكلمة واحدةُ, هي المواطنة الخالصة, التي تستوعب جميع العراقيين, لأن العراق يستوعب جميع أبناءه, من شماله الى جنوبه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك