المقالات

لا استثناءات في المعاملات

1479 2015-04-24


الاحكام الشرعية التكليفية تنقسم الى واجب ،حلال، حرام، مستحب، مكروه، والاهم فيها هما الواجب والحرام ، فالواجب تركه حرام والحرام تركه واجب ، ونوعية الاعمال والاقوال التي تعتبر واجب او حرام يحددها الشارع المقدس ولكل مذهب رجاله الخاصين به من حيث استنباط الحكم الشرعي .
المذهب الامامي يعتمد الرسالة العملية التي يصدرها المرجع كمرجع للمقلد لمعرفة الواجب والحرام ، واما ما يستحدث من مسائل فيكون للمرجع اجوبته الخاصة بها ، المهم هنا ان الواجب والحرام هو واحد وثابت بحد ذاته ( قد تكون هنالك ظروفا استثنائية تغير الحكم فهذا موضوع اخر) المهم ان ما يعتبر واجب هو واجب على الكل مثلا الصلاة والصوم مثل هذه الاحكام يلتزم بها الكل ، وهنالك احكام خاصة بالمعاملات هي ايضا فيها الواجب والحرام ، فالربا حرام وكل من يقلد المرجع الفلاني عليه الالتزام بما يصدر منه من احكام .

الشخص المكلف هل يستثنى من بعض الاحكام بحكم وظيفته ؟ مثل هذا الامر لا يجوز بحد ذاته ، مثلا المسؤول او السياسي الذي يتبوأ منصبا رفيعا في الدولة هل يعتبر مستثنى من بعض الواجبات والمحرمات ؟ الاستثناء هو في الاضطرار والاضطرار حالة وقتية لظرف خاص وحدث واحد بحيث لا مخرج شرعي له ،مثلا للمضطر يكون اكل اللحم المحرم بقدر لقمة لا بقدر الاشباع ، وليس الاستثناء ان تحكم بلد وتقدم على المحرمات من المعاملات او تتغاضى عن الواجبات التي كلفك بها الشارع المقدس، لا استثناء لمثل هذه الظروف 

هنا تسقط مقولة فصل الدين عن الدولة ، ولو كان ذلك لما بقي وطن اسمه العراق، كل مازق العراق التي مرت به كان لراي المرجعية الكعب المعلى في حل هذا المازق ، وهذه المآزق تتحد كلها في صفة واحدة ان المعنيين بها عجزوا من حلها فلجاوا الى المرجعية .

هنا دور السياسي في الالتزام بالتوجيهات ، وهذه التوجيهات هي مفتاح الطريق للحل وعلى السياسي او المسؤول ان يجيد السير وعدم الانحراف ، فعندما اعلن سماحة المرجع الاعلى بضرورة الجهاد الكفائي ، فعلى المعنيين ان ينظموا الية التطوع والتدريب والتسليح والخطط العسكرية وتوزيع استحقاقات الحشد لا ان يترك المتطوع اشهر من غير راتب يسد به رمق جوع عائلته ، لا يجوز ان توضع خطط عسكرية فيها ثغرات ادت الى خسائر ، لا يجوز التضارب في الاوامر العسكرية بين قوتين عسكريتين ، لايجوز عدم الاهتمام في تسليح الحشد، فهذا الامور التي حدثت هي من اخطاء القائمين على العملية العسكرية في الحكومة، وليس من اخطاء الحشد او بيان الجهاد . 

لاحظ العراقيون تهافت بعض الساسة لاسيما قبل الانتخابات محاولتهم استغلال اسم او حتى صورة المرجع الاعلى بل ان البعض جاء الى كربلاء ليصلي صلاة الجمعة ، هذه التصرفات لا علاقة للمرجعية بها لان بيانات المرجعية هي توضيح لما قد يتوهم به البعض او هي بيان راي المرجعية بحدث معين ، واذا ضُمّن البيان فتوى فهذا يعني الزام المكلف بالالتزام بها ، نعم لابد ان يكون في حسابات المكلف ان راي المرجعية من خلال بياناتها جاء من شخص له مكانته العلمية بل حتى الروحانية فلهذا يكون رايه عن بعد نظر وموفق من قبل الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ، والعقل طالما يريد الاحسن والاصوب والاصح فانه ينقاد الى راي المرجعية بخصوص ما اشكل عليه ومنها الامور السياسية التي يتقاذف مفاهيمها بحر مظلم ماعاد للمواطن العراقي ان يستقر رايه على الاصلح فيهم ، فالكل يدعي احترام المرجعية ولكن عند تنفيذ التوجيهات يكون التملص والخلل ، فليس كل من ينادي بالمرجعية يمثل المرجعية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك