المقالات

ثوابتنا وثوابت السياسة الأمريكية..!/ قاسم العجرش

2297 2015-04-20

قاسم العجرش

تدور  ثوابت السياسية الأمريكية دائما، في مدار نظرية حقول المصالح، و تتلخص تلك النظرية في أنه؛ حيثما لأمريكا مصلحة، فإن على القادة الأمريكان، حمايتها بمستوى أعلى من مقدارها، فيوفرون وسائل الحماية، ويضعون تلك الوسائل أمام المصالح بمسافة، حتى لا تتعرض المصالح لضربات مفاجئة قاضية!

عندما يُضطر القادة الأمريكان؛ الى القتال لحماية مصلحة لهم، أو تهمهم في مكان ما، فإنهم لا يقاتلون خلف الهدف، ولا فوقه، بل أمامه بمسافة، توفر لهم إمكانية المناورة المحسوبة..وتلك هي عقيدتهم الإستراتيجية  السياسية.

اللافت أن أغلب الرؤوساء الأمريكان، خدموا لفترتين رئاسيتين، وغالبا ما يتم إعادة إنتخاب الرئيس، ليس لحسن أداءه  في الفترة الأولى، بل لأن من صنعوا الرئيس، قد توفرت لهم عناصر الثقة، بأن ما بناه في الفترة الأولى يستحق أن يتمه، ولذلك غالبا ميمنح الرئيس الأمريكي الفترة الرئاسية الثانية!

الرئيس أوباما لم يشذ عن هذه القاعدة، ففي الفترة الأولى كانت الإستراتيجية مترعة بالوعود، في الفترة الثانية تعين عليه؛ إتمام ما تحقق من تلك الوعود..

فترته الرئاسية الثانية التي توشك أن تنقضي، ويذهب بعدها الى الأستراحة يلاعب كلبه، أو يتحول الى خبير إستراتيجي في أحد مراكز الأبحاث؛ وخلال هذه الفترة؛ كانت محاور إستراتيجية أوباما، ذاتها التي تبناها الرؤساء الذين سبقوه!

 الإستراتيجية الأمريكية الدائم، بها تفاصيل كثيرة لكن خطوطها العامة هي: أمن أمريكا ومواطنيها وحلفاؤها وشركاؤها..اقتصاد أمريكي قوي، ينمو ويعتمد على التطور النوعي، في مجال إقتصادي عولمي مفتوح، وإرغام الحلفاء والخصوم، على إحترام المصالح الأمريكية العامة، في أمريكا ذاتها وحول العالم، واستمرار بناء النظام العالمي القطبي، وتطويره بقيادة أمريكا، بشراكة قوية مع أوربا وأسرائيل، واليابان وكوريا الجنوبية لمواجهة التحديات.

في الإستراتيجية التي مازال يطبقها الرئيس أوباما ثمة ملاحظة مهمة، وهي أنه لم يعد ثمة وجود لمفهوم الحرب الإستباقية، الذي تبناه البوشين الأب والابن...إذ أن وضع أمريكا وحلفائها، لم يعد يتحمل حروبا مباشرة، نعم يمكنهما اللجوء الى حروب النيابة، واستغلال أي أداة ممكنة، وفي هذا الصدد لا يمكن توقع قيم وأخلاق!

والذي يحصل اليوم في ساحتنا المحلية، وفي الساحة الإقليمية التي تحيطنا، ترجمة نصية لهذه الإستراتيجية، التي لا تتوفر على الحد الأدنى، من المعايير القيمية والأخلاقية..

"القاعدة"صنعتها أمريكا؛ لقتال السوفييت الروس في أفغانستان، ثم حاربتها بعد خروج الروس، أمريكا هي التي "سمحت" بتشكل نشاط للقاعدة في العراق، لوأد تشكل أي شكل من أشكال التعاضد، أو التحالف، بين الوضع الجديد في العراق وجمهورية إيران الإسلامية ، داعش الوليد الشرعي للقاعدة ، وبالإستعاضة فإن داعش صناعة للإستراتيجية التي نتحدث عنها!..

لأن الخوف قائم لدى أمريكا وحلفائها، من تشكل قوة إقليمية كبرى، من العراق وأيران وسوريا والمقاومة اللبنانية..سيما وأن تنور البحرين والإحساء والقطيف يفور بقوة؛ فإن ما يحدث غربي العراق وشماله الغربي؛ في الموصل والأنبار وتكريت وكركوك، ليس ببعيد عن هذا النهج، إن لم يكن في صلبه..

كلام قبل السلام: مصالحنا ليست مع أمريكا وحلفائها بالتأكيد، ليس لأختلاف العقائد وحسب؛ بل لأننا شعب لديه أخلاق!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك