المقالات

لماذا تهاوت اسوار الوركاء؟!

1316 2015-03-28

في وسط زحمة الصراعات السياسية التي نعيشها بعراق الحضارات, وعالم الازمات على الصعيدين العربي والدولي, يصعب أن نحتفظ بالإخوة والمحبين.. ولعل من أسباب ذلك أننا أصبحنا ننظر للأخرين لا على أساس أنهم أفراد مستقلين, لهم حقوق كما عليهم واجبات, وإنما كأجزاء من أنتماءات طائفية , أو منظومات حزبية تعيش حالة الأزمة.

أن المتتبع لمسار اللا ربيع العربي, يستشعر خطر الدعاة للتشدد الديني, كالجماعات المتطرفة, ويخشى من توسع خارطة التخريب والتشريد والقتل التي ترعاها دول كتركيا وكيانات غاصبة كاليهود.
خطر كبير يحيط بنا, ورياح صفراء خانقة تهب معلنة, حرب داخلية مدمرة, بعد أن شملت العراق, وسوريا, وليبيا, اليوم تتحرك نحو اليمن, والبحرين, ولن تنتهي حتى ان مرت بمصر وتونس الا بمكة والمدينة .. هذا امر لم يحدث من فراغ, أنما تولد من عمل الفاسدين المستمر, الذين أستهدفوا بتكاتفهم علينا تخريب الوعي عندنا وغزونا فكريا وثقافيا.

حتى يتناسى بعضنا أن الحياة المعاصرة, تتطلب أن نكون متعايشين مع بعضنا, وأن نعمل لخلق جو من التفاهم وسط فوضى الصراع, محكمين عقولنا..
فلا يمكن أن نستمر في أستنزاف أنفسنا ومقدراتنا من دون تحقيق أهداف ذات فائدة لمستقبلنا ومستقبل أطفالنا, من هنا أتعجب لمواقف الحكام العرب العدوانية من الشعوب, التي لولا وجودها ما كانوا فراعين تعبث بمقدراتنا.. فما الذي كسبوه بجبروتهم وعدوانهم من حرب العراق, وما الذي سيكسبونه من حرب اليمن, ألا التشرذم, والفرقة, والكراهية, فضلا عن الخسائر البشرية والمادية..

لقد تهاوت من قبل الجنائن المعلقة, وتهاوت أسوار مدينة الوركاء, وضاعت قوانين حمورابي, بسبب الصراع والحروب المستمرة... كما فاتنا أن نستفيد من منجزات أباءنا, الذين أتعبوا أنفسهم ليرونا نحن فلذات أكبادهم مستقرين أمنين. اليوم على ساستنا, ومن يحكم, أن يفكروا مليا في عواقب الأمور, أكثر ولو قليلا من مصالحهم الخاصة, قبل أن يحاسبوا عما فعلوه, فقد ضاقت بالمظلومين البسيطة, وكبرت همومهم , والنار التي يشعلونها ستحرقهم.

العراقيون وباقي الشعوب الاسيرة, بما يدبره لهم اعدائهم, يحتاجون ان يعيشوا حاضرهم, وان يستفيدوا من متراكم الخبرات التي اكتسبوها في الفترات الماضية, بلا عداءات او مناحرات, كما تعلمنا "الف صديق, ولا عدو واحد".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك