المقالات

أفكار في الرقابة الداخلية ومكافحة الفساد في القطاع النفطي

1052 2015-03-17

من المعروف للجميع ان الدوائر الرقابية العاملة في الدولة العراقية حاليا تزيد على اكثر من (20) جهاز رقابي وتدقيقي وتفتيشي في كل محافظة .. لكل منها اجهزتها وقوانينها الخاصة بها , ابتداء من رقابة البرلمان ورقابة مجلس المحافظة وانتهاء برقابة الجهات التنفيذية التي تشمل مكاتب المفتشين العموميين في دوائر المحافظات والتي هي اساسا شبه مستقلة و مرتبطة بوزاراتها في العاصمة بغداد .

من هنا نرى ان تعدد الاجهزة الرقابية والقوانين والأنظمة في المحافظة الواحدة ادى الى فوضى ادارية وتداخل وتقاطع في الصلاحيات وسط مظاهر الفساد التي تنخر الكثير من مفاصل الدولة , وهذا يتطلب معرفة المهام والصلاحيات لكل من هذه الاجهزة ومعرفة قوانينها , وبالتالي توحيدها في دائرة واحده تعمل بقانون موحد مشرع مركزيا من قبل الحكومة الاتحادية .. ومن خلال عملي السابق في واحدة من تلك الاجهزة لاحظت ان هناك من العاملين في تلك الاجهزة يعتبرها ضالته المنشودة , وكأنه مصاب بعقدة نقص يريد ان يعوضها بتلك المهنة المتعبة ذات المهمات الكبيرة , فالكثير منهم يتوسط من اجل ان يكون عضوا في لجان التعيينات او يستغل صلاحياته الرسمية اذا كان مسئولا لكي يوظف اهله وعشيرته ويحول الشركة التي يعمل فيها الى شركة عائلية بدلا من شركة حكومية , كما انه يقاتل جميع الذين معه من اجل الحصول على الايفادات وخاصة الايفادات خارج العراق حتى يتمتع بأجواء اسطنبول وباريس وبيروت الرومانسية .

اغلب العاملين في تلك الاجهزة هم من الشباب ولا اعتراض على ذلك .. لكن لكل مهنة رجالها فالحارس الليلي يجب ان يكون ذو صحة تامة , والمعلم يجب ان يكون ذو شخصية متكاملة , والجندي والقائد العسكري يجب ان يتحلى بالشجاعة واللياقة البدنية والتدريب العالي , كذلك المدقق والمفتش العام في الشركة يجب ان يكون من كبار السن ممن هضم قوانين الدولة عن ظهر قلب ومارس العمل الوظيفي لفترة لا تقل عن (30) عام في مجال الاختصاص الفني والإداري والمالي وعلمته الحياة القناعة والصبر , ولا بأس ان يكون من المتقاعدين ذوي الخبرة والتجارب الطويلة , الا ان ما موجود في ساحات الرقابة اليوم موظفين جدد معينين حديثا الكثير منهم لا يعرف القوانين السابقة والحالية , ولم يمروا بالتدرج الوظيفي , البعض منهم يغطي عقدة النقص لديه باستخدام الأسلوب البوليسي في التعامل مع الاخرين , وكأنه مبعوث السماء لأهل الارض , يضفي على نفسه الالوهية وهالة التقديس الفارغة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك