المقالات

البحث عن خيانة..!/ واثق الجابري

1772 2015-03-15

واثق الجابري

وجدت الجواب الشافي لرأي أحد أساتذتي؛ الذي يعتقد أن الرياضيات درس لا يمكن أن تكون النتيجة فيه أقل من 100%، وغير ذلك قد يكون من خطأ غيرمقصود أو غباء؟! ولا يجوز بكل الأحوال التبرير.

إتصلت بأحد أصدقائي زوجتة، وهي لا تتوانى عن إخباره بكل صغيرة وكبيرة، وأبلغته أن أبنه في الثالث الإبتدائي أخذ ثمانية بمادة الرياضيات.

إلحاح الزوجة على زوجها؛ جعله يبحث عن إجابات سريعة تبرر أخطاء أطفاله للهروب منها، ومن عصبيته تصورت عندهم مشكلة في البيت، وهو يحاول إنهاء المكالمة، وهي تُصر على التشعب بالحوار، وأن السبب لأن إبنها مهمل لواجباته، وتقصير الأب في تدرسيه، رغم عودته متأخراً من متاعب العمل، ومضايقات أمه، والمعلم يعاديه، ووو.... لكنه أنهى المكالمة وقال بسيطة سوف أعود وأؤدبه؟!

الأب قال لي أن أبنه لم يخطأ والسبب بالمعلم، وأن جوابه 8+8=6 بسبب خطأ بسيط، والطفل نسى أن يكتب واحد بجانب رقم 6، والمفروض المعلم ينتبه وينبه الطالب ولا يظلمه؟!

الرياضيات بالفعل علم لا يقبل الخطأ، وما علينا إلا حفظ جدول الضرب والقسمة والجمع والطرح، ونعتقد أن اللغة العربية من أصعب اللغات، ولم نسأل أنفسنا لماذا إختارها الباري لغة للقرآن، ولم نتمعن في لغتنا، التي دخلت فيها اللهجات المحلية، وغزتها المبتكرات الحديثة التي عجز العرب، حتى من إختيار أسماء معربة للصناعات الغازية لأسواقنا، وصاروا يسمونها بأسماء يختارها غيرهم.

تحدث العرب كثيراً عن لغتهم، وتفاخروا بقوميتهم، ولهم مثل الدول المتأقلمة جامعة للدول العربية، تطحن في قضاياهم، ولا يسمع سوى جعجة تصدع رأس شعوبهم، ومن كلاسيكياتها أن القضية الفلسطينية يتم تداولها في كل أجتماع؛ على مستوى القادة أو وزراء الخارجية، وهي قضية مركزية لم يجدوا حلوللها، ولا موقف موحد لهم؟!

ماضينا القريب لا يخلتف عن حاضرنا، وما تناقله له أبناءنا يدعونا للتوقف، وهل فعلاً أن المؤامرات هي سبب ضياع أرضنا وتخلفنا، ثم لماذا يتآمرون علينا، أو بالأحرى لماذا يقبل بعض قادتنا خيانة تاريخهم، وشعبهم يهتف لهم بالروح بالدم، ويقدم الدم ولا يجد روح بالدولة، ثم يجد نفسه مبايع من العملاء، من التتر الى داعش؟!

كتبت في طفولتي قصة قصيرة جداً، وكنت أُصور طفل فلسطيني في الأرض المحتلة، وكان وأقرانه العرب يحبون معلم اللغة العربية، وفي عيد ميلاده أستلم هدية من ذلك المعلم، وما أن عاد الى البيت؛ حتى وضعها بين يدي والديه، وإذا بها تنفجر وتقتل الأبوين، ويأخذ الطفل الى السجن، وفي التحقيق إلتقى ضابط المخابرات الإسرائلية، وهو نفسه معلم اللغة العربية؟! وهكذا إعتقادنا منذ الطفولة.

ليست الرياضيات وحدها من لا تقبل الخطأ، ولذلك نستغرب تفوق العالم علينا؛ سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً، رغم أن معظم ثروات العالم من أراضينا؟!

إذا كانت السياسة فن الممكن، وهي ترتبط بكل العلوم؛ فمن الكوارث أن نبرر أخطاء ما تزال تلاحقنا على مر العصور، وإذا كنا نعتقد دائماً بالمؤامرة تلاحقنا، وأن للشعوب مطامع في ثرواتنا؛ فعلينا أولاً أن نبحث عن الخيانة؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك