المقالات

لعبة التأثير بين الولايات المتحدة وإيران/ باقر العراقي

1733 09:30:47 2015-03-09

باقر العراقي

شهدت الحرب العالمية الثانية، انتهاء قوى عالمية كاليابان العسكرية وايطاليا الفاشية وألمانيا النازية، أو ما يسمى بدول المحور، وظهور قوى جديدة على الساحة أهمها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق، واستمر الصراع من خلال الحرب الباردة لحين سقوط الاتحاد السوفيتي وتفككه إلى عدة دول لتكون الولايات المتحدة الدولة المؤثرة الأولى على العالم.

هناك دول تؤثر في العالم ولا تتأثر كالولايات المتحدة، وهناك دول تتأثر وتؤثر كالدول الأوربية والقليل من الدول كإيران مثلا، وهناك دول لا تتأثر ولا تؤثر لأنها مستقرة من جميع النواحي كالسويد وسويسرا، بينما بقية دول العالم تتأثر ولا تؤثر كأغلب دول العالم الثالث والدول العربية بشكل عام، والعراق بوضعه الحالي.

التأثير في الغالب يكون عسكريا، أما الآن أصبحت السيطرة رأسمالية؛ اقتصادية؛ تكنولوجية؛ عسكرية، وبذلك أصبحت أمريكا القطب الأوحد في العالم، لكن بعد حرب لبنان 2006، وبعد حروب الربيع العربي، أخذت موازين القوى تتغير، بشكل ملفت للانتباه.

داعش تتربع على عرش الإرهاب العالمي، وترث كل المنظمات الإرهابية التي تدعي الإسلام، وبإحاطة أمريكية إسرائيلية واضحة، حسب نظرية الاحتواء، وتدق ناقوس الخطر في سوريا، تحتل جزء كبير من العراق، وتهدد العتبات الإسلامية في كلا البلدين، لكن الرد كان تحالفا مؤثرا وثلاثيا، بين العراق وسوريا وإيران.

استقر الوضع في سوريا على حرب استنزافية، قصتها كر وفر، ويبدو أمدها طويل، فلو انتصر فيها النظام السوري ومن يسانده، كان النصر لإيران على أمريكا ومن يواليها، ولو حصل العكس كان نصرا أمريكيا بامتياز.

تستمر قصة التأثير بين البلدين لتنتقل الى العراق هذه المرة، وكانت إرادة أمريكا تريد إطالة بقاء داعش في العراق إلى أمد غير منظور، لكن هناك إرادة أخرى، انطلقت من النجف الاشرف لتقلب الموازين، ولتبقي حرب التأثير مستمرة بين أمريكا وإيران.

إيران وقفت موقفا مميزا، تمليه عليها حساسية الظروف، لتكون المؤثر الأساسي فيها، فجهزت العراقيين بالسلاح والجهد الاستخباري، بينما تستمر داعش بالحصول على احدث الأسلحة والتقنيات العسكرية، إلى أن نضجت خطة تحرير صلاح الدين، "التي لم يشارك فيها التحالف الدولي" فكان التنافس شديدا، وكأنها حرب بين الدولتين وليس بين داعش والعراق.

فلو انتصرت إرادة العراقيين على داعش وتحررت صلاح الدين، فهو أيضا نصر لإيران على كل أعداءها في المنطقة والعالم، ولو لم يستطع العراقيون تحرير صلاح الدين، فهو صمود بين وواضح لأمريكا وكل حلفاءها بالمنطقة، مقابل إيران.

تستمر إيران في كسب الأرض، ليصبح تأثيرها من باب المندب واليمن جنوبا الى اللاذقية والبحر المتوسط شمالا، وتستمر معركة كسر العظم بين الدولتين، ليتأثر من هو ضعيف ويؤثر من هو الأقوى، ويبقى العراق أحدى الساحات العالمية، لحرب ربما سيطول أمدها، عنوانها النفوذ والتأثير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك