المقالات

لعشاق الخوف: السلة الواحدة..حل الأذكياء/ زيدون النبهاني

2020 2015-02-23

زيدون النبهاني

المولود الجديد يحتاج رعاية خاصة، واهتمام كبير ليجد سبيله في الحياة، وعلينا ان نتفهم بكاءه وصراخه، فهما لغته الوحيدة، يعبر عن كل مشاعره من خلالهما،هذا ما نجده مع اي طفل حديث الولادة، وهذا ما نجده مع تجربتنا الديمقراطية الحديثة.

تجربة، جاءت بعد تراكم الدكتاتوريات، على وطن أُريد له ان يموت، ونُسجت حوله خيوط الطمع، والجشع، والحسد، محاولةً لشنق حمورابي ومسلتهُ، لتغييب دور واحد من ابرز دول المنطقة.

ولدت الديمقراطية، لتقطع تلك الخيوط، وتثبت وهن نسيج العنكبوت، الذي اراد بوطننا سوءاً، فبعد سنوات القهر والعوز، تنفس شعبنا التجربة الحديثة للحكم، والذي تمنى من خلالها نقلة نوعية كالدول المتطورة، الّا ان احلامه وللأسف، باءت بالفشل، الفساد، وداعش، والبطالة ،وسوء الخدمات حاضرة، بعد اكثر من عشر سنوات على التغيير، فما السبب؟

الخلاف السياسي بل التخوف السياسي كان معول الهدم في جسد تلك التجربة، التخوف الغير مبرر من العودة للحكم الدكتاتوري ساعد بتأخيراقرار العديد من القوانين، ذات التأثير المباشر على حياة الناس وأحتياجاتهم، تخوف لا زال قائماً، وفرض نفسه كأمر واقع، وهنا يأتي دور الأذكياء.

العديد من القوانين مهمة جداً، كأهمية سريان الحياة فينا، الحرس الوطني مهم لتشكيل قوة محلية تواجه الارهاب، ولحصر السلاح بيد الدولة، ومقدار الأهمية نفسه نجده في قانوني المسائلة والعدالة وتجريم البعث، بعثٌ يحلم ان يعود، فتعود معه كل اوجاعنا..قوانين بات تأخيرها يشكل خطراً على السلم المجتمعي العراقي، فماذا ينتظر رعاة الديمقراطية؟ متى يعلمون إن خوفهم بدأ يقتلنا؟يأخذنا الى مصير مجهول، متى يتعاملون مع قلقهم بأسلوب واقعي لدرء الفتن؟

السلة الواحدة، علاج الأذكياء،،لمدمني الخوف وعشاقه!

تشخيص مواقعي للأنتقال للمربع التالي، اقرار القوانين حسب قاعدة التلاقي عند المنتصف، يُمكن الجميع من الفوز، ويشجع لمصالحة حقيقية بين ابناء الوطن الواحد، والوئام سيكون حاضراً، متى ماحضرت الإرادة الحقيقية للحوار.

فلا مصالحة،من غير تحقيق مصالح الشعب، ولا وئام، بدون تجانس حقيقي لفريق العمل السياسي، ولا تقدم بدونهما، المصالحة والوئام وكل القوانين المعطلة اصبحت ضرورة ملحة للتطبيق اذا ما كان طموحنا الحفاظ على تجربتنا الحديثة.

والسلة الواحدة، طريقة مثلى للخروج من الأزمة، ومن يشكك بها، علينا فهم غاياته وادراك مخططاته،خصوصاً ان من شكك اليوم هو من اوصلنا لهذا الكم من التعطيل والتأخير والفساد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك