المقالات

وعاظ السلاطين وفتاوى الجهاد.

1408 21:46:31 2015-02-19

بسم الله الرحمن الرحيم :
كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُوْلوْنَ إِلاً كَذِباً. الكهف -5

الجهاد كلمة عظيمة وكبيرة فرضها الإسلام على أتباعه حين تتعرض بلدانهم للغزو من قبل الأعداء لإذلالهم، والتحكم في مقدراتهم وفق ما تشتهي أنفسهم . وقد أنزل الله في محكم كتابه العزيز آيات كثيرة تحث على الجهاد والقتال ضد الأعداء على أسس الحق والعدل بعيدا عن كل ظلم وزيغ وهوى وشطط. وفي هذا حديث طويل وأحكام وشروط واضحة في كتاب الله وثبتها رسول الإنسانية الأعظم محمد ص. وقد قال الله في محكم كتابه العزيز 

بسم الله الرحمن الرحيم :
( لكِنِ الرًسُولُ وآلًذِيْنَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدوا بِاَمْوالِهِمْ وَاَنْفُسِهِمْ وَاْوْلَئِكَ لَهُمُ آلْخَيْراتِ وَاْوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ. ) التوبة -88.
وقال عز من قائل في آية أخرى :
بسم الله الرحمن الرحيم :
(إِنًما المُؤْمِنونَ الًذيْنَ آمَنوا باللًهِ وَرَسُوْلِهِ ثُمً لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِاَمْوالِهمْ وَاَنْفُسِهِمْ في سَبيْلِ اللٌهِ أُولئِكَ هُمُ الصًادِقُوْنَ. ) الحجرات-15
فالله جل وعلا يكرم المجاهدين الحقيقيين الصادقين الذين قاتلوا وقتلوا في سبيل الله لاتلومهم في الحق لومة لائم ضد من بغوا عليهم جاءوا ليقهروهم في عقر دارهم ، ويدمرون أوطانهم. ذودا عن الوطن والدين والعرض حيث جعل الله لهم المكانة العليا ، والمنزلة السامية وهم أحياء يرزقون عند الله إذا قتلهم العدو الغازي:

بسم الله الرحمن الرحيم:
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . آل عمران 169 
وقد وصف الإمام علي بن أبي طالب ع قائلا : 
( أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة ، فتحه الله لخاصة أوليائه ، وهو لباس التقوى ، ودرع الله الحصينة ، وجُنًتُهُ الوثيقة ، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل ، وشمله البلاء . ) نهج البلاغة ص64-تحقيق الدكتور صبحي الصالح .)
والموت في سبيل الله والوطن والعرض أهون على المرء المسلم من البقاء تحت رحمة الأعداء ذليلا مهانا. وهناك جهاد النفس الذي سماه الرسول الأعظم ب (الجهاد الأكبر ) وهو كبح جماح النفس عن شهواتها ورغباتها وأهواءها المحرمة الخارجة عن طاعة الله ورسوله الكريم ص. وروي عن رسول الله ص إنه قال :
( للجنة باب يقال له باب المجاهدين ، يدخلون منه والملائكة ترحب بهم وأهل الجمع ينظرون إليهم بما أكرمهم الله وأعظم الجهاد هو جهاد النفس لأنها أمارة بالسوء راغبة بالشر ميالة إلى الشهوات متثاقلة بالخيرات . كثيرة الآمال . ناسية الأهوال . محبة للرئاسة وطالبة للراحة . ) قال تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم :
( وَما أُبَرٍئُ نَفْسِي إ نً النًفْسَ لَأَمًارَةٌ بِالسٌوْءِ إِلاّ مارَحِمَ رَبٍي إِنً رَبٍيَ غَفُورٌ رَحِيْمٌ . ) يوسف-53
وقال ص : ( أفضل أنواع الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر . )

أما وعاظ السلاطين المنحرفين عن جادة الحق والصواب فقد حرفوا كل مفهوم طاهر في الإسلام وحولوه إلى غاية تهدف أساسا لخدمة أهواءهم ونوازعهم الطائفية الحاقدة لإرضاء حكامهم وليس لإرضاء الله ورسوله ص. هؤلاء الوعاظ الذين صارت هذه الكلمة الكبيرة (الجهاد) لعق على ألسنتهم يسخرونها لأغراض طائفية وسياسية مكشوفة الهدف والغاية في هذا الزمن دون وازع من ضمير أو محاسبة للنفس أو رادع ديني . وما يترتب عليها من سفك للدماء وهدر للحقوق وانتهاك للحرمات . أسوة بسلفهم الذين عاشوا في قصور السلاطين وتحولوا إلى خدم أذلاء يملي عليهم السلطان ماتشتهي نفسه فيقولون له سمعا وطاعة. وإذا رأوه راكبا بغلة فيقولوا له ( ماأجمل هذا الأسد !!!). فهم يتغاضون تماما عما يرتكب سلاطينهم من جرائم بحق الأبرياء ، وما تحوي سجونهم المغلقة الرهيبة من ظلامات صارخة. لكنهم يتظاهرون بتقوى الله بألسنتهم فقط فشوهوا كل مايتعلق بالدين الإسلامي من قيم أخلاقية وإنسانية كالرحمة والمحبة وقول المعروف لسانا وكيانا . وحولوا مفهوم الجهاد إلى دعوات تحريضة حاقدة لئيمة لبث النعرات الطائفية الضلالية التي أبعد ماتكون عن الجهاد الحقيقي النابع من الشريعة الإسلامية السمحاء. وأخذوا يؤججون من خلال هذا التشويه نار القتال بين المسلمين من منابر السوء التي تربعوا عليها وهيأها لهم سلاطينهم وتغاضوا في فتاواهم وخطبهم الضلالية الصاخبة عن أعداء الأمة الحقيقيين بتحويل بلاد المسلمين إلى دويلات طائفية هزيلة يعادي بعضها بعضا . بعد أن تنطلي فتاوى هؤلاء الوعاظ على عقول الجهلة لينفذوها حروبا دموية على أرض الواقع ، ومن خلال هذا العنف الذي يمارسونه ضد الجنس البشري يفقدون آدميتهم ويتحولوا إلى وحوش كاسرة لاتعرف الرحمة . وهذا أبعد مايكون عن الجهاد الحقيقي الذي أمر به الإسلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك