المقالات

تأثير داعش على الإنفاق العسكري عالميا / اسعد عبدالله عبد علي

2262 2015-02-17

اسعد عبد الله عبد علي

الغرب تدفعها مصالحها لفعل أي شيء, حتى لو كان إحراق البلدان, فالغاية تبرر الوسيلة, شعار رفعوه ليعتاشوا من خلاله, ويكون أساس نظام حياتهم, واغلب الحروب التي حدثت في منطقتنا, كانت بفعل الغرب, هم يخططون لكي نتصارع مع بعض, ليستفيدوا هم, عن طريق بيع السلاح, والابتزاز, الحروب مجرد أسواق يتم فتحها, لترتفع صادرات الغرب.

بعد ثلاث سنوات من تراجع كبير, لسوق السلاح, ارتفع معدل الإنفاق على التسلح, في عام 2014 بمعدل 1,7%, حسب ما أعلنه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ( A.A.S.S.), وهي مؤسسة عالمية مستقلة, رائدة في مجال الأمن العالمي, ولمخاطر السياسية والصراع العسكري, ويعلن التقرير إن السعودية حلت ثالث دولة بالعالم بالإنفاق على التسلح, بقيمة 80,8 مليار دولار! متقدمة على روسيا وبريطانيا, إلى جانب إسرائيل بمرتبة 13 عالميا ’وثاني دولة في الشرق الأوسط بقيمة 23,2 مليار دولار.

عام 2014 كان عام بروز داعش, كتهديد للأمن العالمي, نتيجة قيامه بمجازر في العراق وسوريا, وسيطرته جغرافيا على مساحة كبيرة, ودخوله كطرف في صراعات كثيرة, وامتداد تأثيره إلى مصر وليبيا والسعودية والأردن وحتى فرنسا, فكان وجود داعش العامل الأكبر لارتفاع الإنفاق العسكري.

أمريكا منتج مهم للسلاح, وتجارة السلاح إرباحها بأرقام كبيرة, ولكي تزدهر السوق, تحتاج لخلق أزمات وحروب, كي يمكن تسويق ما يتم إنتاجه, لذلك عمدت أمريكا للدفع بداعش, في المنطقة العربية, ليكون غول مخيف, يتمدد هنا وهناك, ويهدد كل المناطق الآمنة, فتحركت أسواق السلاح, لتسد حاجة الجبهات التي أوجدها داعش.

أمريكا خططت بشكل معمق, فشكلت تحالف دولي لضرب داعش, والسلاح المستخدم في الضربات, يتم تسجيله على دول المنطقة, كديون واجبة السداد, فليس في قاموس أمريكا عطاء دون مقابل, بل لكل ما تقدمه ثمن, إذن هنا هي تفرض بيع سلاحها , مع أنها هي من تستخدمه, وهي من يحدد الكمية والثمن, وما على العربان إلا دفع الفاتورة!

التسلح في المنطقة اليوم, يمر عبر بوابات سرية, ومافيا عالمية, بسبب الحضر على الجماعات الإرهابية, لكن التسليح قائم بوتيرة متصاعدة, داعش تتسلح اليوم بأحدث المعدات والأسلحة, تجارة النفط المهرب تنشط كثيرا, بين دول إقليمية وجماعات مسلحة, نفط وسلاح وغذاء, أموال تتحول إلى حساب الغرب, ونفط يباع بابخس الإثمان للغرب, وسلاح يغذي المعارك, فقط ما يعطيه لنا الغرب.

الاضطرابات العربية, دفعت نحو عسكرة العالم العربي, مصر تسعى لإعادة التسليح, والجزائر تهتم بترسيخ قوة الجيش, تونس والهدف لإعادة الروح للجيش, السعودية والخوف من المستقبل, العراق وسوريا وأتون الحرب المشتعلة, ليبيا وصراع القبائل والجماعات, ممالك وإمارات تستشعر التهديد فاهتمت بالتسلح, هذه الأمور كلها ضمنت لأمريكا والغرب موارد ضخمة ضمن أبواب متعددة, فإما بائع للسلاح, أو مدرب على كيفية الاستخدام, أو مستشار قتال, وبعده تشغيل فرق الصيانة, كلها أبواب لاستهلاك موارد البلدان لصالح أمريكا والغرب.

سباق التسلح, يجعل البلدان تخسر فرص الاستثمار والتطور, حيث تتحول أموال ضخمة إلى إدامة آلة الحرب ,أو دفع مخاوف المستقبل, مما يعني تدني مستوى الإنتاج وارتفاع معدلات البطالة, وزيادة في عجز الميزان التجاري لبلدان المنطقة, مما يعني تحول تدريجيا, إلى دول مكبلة بديون ضخمة للغرب, وبعدها سيسهل الأمر على الغرب, في فرض شروطه عبر ضغط الديون.

العقلية الغربية, تحرق الأرض, لتجعل من بلدانها عامرة, تعيش برفاهية على ركام الحروب, وانهار الدم وصرخات اليتامى, حضارة لن تدوم طويلا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك