المقالات

قانون المسائلة والعدالة يستدعي تغييرا في السلطة القضائية

1687 2015-02-11

تحول ملف اجتثاث البعث خلال السنوات الماضية من ملف قضائي بحت الى ملف سياسي أفقد القانون محتواه, وفتح الباب على مصراعيه لعودة البعثيين للحكم, و بتولي أعوان النظام السابق للعديد من المناصب في الدولة العراقية, وخاصة في المؤسسة العسكرية والأمنية.

فلقد أفرغت الحكومات السابقة القانون من محتواه, وحولته الى وسيلة للتجاذب السياسي ولأبتزاز الخصوم تارة, وتارة الى سلاح لكسب الأعوان وتعزيز السلطة . وقد ظهر ذلك جليا خلال السنوات الثمانية المنصرمة, التي شهدت تجميدا للقانون أدى الى عودة البعثيين زرافاتا ووحدانا الى مؤسسات الدولة.

كانت باكورة ذلك الغاء إجتثاث صالح المطلك وإعادته من الأردن الى العراق ليتولى نيابة رئاسة الوزراء خلال الحكومة السابقة, بعد ان منعته هيئة اجتثاث البعث من المشاركة في انتخابات عام 2010. وقد تحول بعد عودته الى بوق لرئيس الوزراء وحليف استراتيجي له لضرب خصومه السياسيين وإن كانوا أعضاء في التحالف الوطني, كما فعل عند تهجمه على القيادي في المجلس الأعلى بيان جبر وبالتزامن مع الإنتخابات النيابية الأخيرة.

فيما كانت قضية الغاء الأحكام الصادرة بحق مشعان الجبوري والغاء اجتثاثه والسماح له بالترشح الى انتخابات مجلس النواب, دليلا آخر على تسيسس هذا الملف والتعامل مع مصاديقه بروح انتقائية وخدمة لأهداف سياسية.

واما على صعيد تعزيز النفوذ في المؤسسة العسكرية فقد جرى تقريب العديد من البعثيين السابقين المتهمين بقمع الإنتفاضة الشعبية, وتوليتهم لمناصب قيادية في المؤسسة العسكرية, وفي طليعتهم عبود قنبر والغراوي وغيدان والفتلاوي وغيرهم من الذين فشلوا في اعداد جيش عراقي قادر على الوقوف بوجه بضع مئات من الإرهابيين, حتى سقط ثلث العراق بيد تنظيم داعش تحت إمرتهم.

إن تجربة السنوات الثمان الماضية أثبتت وبما لا يدع مجالا للشك ان تسييس ملف إجتثاث جر الويلات على العراق وعلى العملية السياسية وقد آن الأوان لوضع هذا الملف في مكانه الطبيعي ألا وهو القضاء , فهو ملف قضائي بحت لا يخضع الى التجاذبات السياسية.

الا ان هذا يستدعي إجراء تغييرات في السلطة القضائية التي أصبحت محل شك من قبل العديد من القوى السياسية, بعد ان تحولت الى اداة بيد السلطة التنفيذية طوال السنوات الماضية وبشكل وجه ضربة لسمعة القضاء العراقي المعروف باستقلاليته ومهنيته.

ولذا فإن أي اقرار لقانون المسائلة والعدالة بصيغته الجديده والقضائية البحتة, يستدعي تعيين رئيس جديد للسلطة القضائية وأعضاء جدد لمجلس القضاء الأعلى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك