المقالات

لماذا تنسحب الإمارات من حرب داعش ؟!/ أسعد عبد الله عبد علي

2033 2015-02-08

اسعد عبد الله عبد علي

بعد سقوط الموصل, واقتراب داعش من اربيل, أعلنت أمريكا عن تحالف دولي غريب التكوين, ضد داعش, بحرب استعراضية, عبارة عن ضربات جوية, ضد عصابات إرهابية, وتستمر الغرابة بالإعلان أنها حرب طويلة الأمد! مع أنها بين القوى العظمى مع عصابات هزيلة, غرائب عالمنا العجيب لا تنتهي, فإذا بالقوى الداعمة للإرهاب تعلن الحرب على الإرهاب, في تصرف مسرحي اضحك الجمهور طويلا, وكان احد إطراف التحالف دولة الإمارات. 
الإمارات تعلن انسحابها, من الحملة الجوية ضد داعش, بعد حرق داعش للطيار الأردني معاذ الكساسبة, وقد علقت الإمارات مشاركتها في الضربات الجوية, خوفا على سلامة طياريها! مطالبة من أمريكا تحسين جهود البحث والإنقاذ, عبر استخدام طائرة في-22 آوسبري.
قطر والإمارات وتركيا, دخلت التحالف بعد ضغط أمريكي كبير, حيث تسير هذه الدولة بمنهج واضح, وهو دعم التطرف والإرهاب في المنطقة, فكان القرار الأمريكي غريبا, مما جعل هذه الدول تتحين الفرصة للانسحاب, من التحالف الدولي, فكانت قصة حرق الطيار الأردني, الذريعة الأفضل للإمارات للانسحاب.
الإمارات تشعر بالخوف, فبعد إحداث مجلة شارلي, واتساع ظهور داعش في السعودية واليمن, استشعرت الإمارات خطر المشاركة في حرب داعش, فإذا ظهر في الإمارات يعني خسائر اقتصادية جسيمة, لذلك الإجراءات الوقائية, هي الشغل الشاغل للإماراتيين, فكان الإجراء الوقائي الأهم, هو استغلال أي خبر للانسحاب من التحالف, وعدم المشاركة في ضرب داعش.
الإمارات تملك علاقات سرية مع التنظيمات, حيث تعتبر ممول هام للحرب في سوريا, لكنها لا تعلن عن نفسها مثل قطر والسعودية وتركيا, بل تتخفى لتحقق أمرين, الاطمئنان من إن داعش لن تقترب منها ما دامت تدعمهم, وثانيا خشيةً على صورتها البيضاء, إمام الرأي العام الغربي, باعتبارها دولة عصرية داعمة للقيم الإنسانية,وهو خلاف باطنها النتن. 
داعش خلط الأوراق, حتى للحلفاء, فالتخبط هو سمة دمى الخليج, فلا تعرف أين تتجه, قد فقدت الرؤيا للبعيد, وداعش بنفس الوقت, يحقق مكاسب غير متوقعة لأمريكا والغرب, عبر إشعال المنطقة بصراع غريب, بأكثر من لون, الطائفية مرة, والقومية تارة أخرى, والدين ثالثة, فأنتج حصون مرعبة, ترسم خطوط وهمية, على جغرافيا تتشكل حديثا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك