المقالات

حلقة من مسلسل المؤامرة / واثق الجابري

2606 2015-02-08

واثق الجابري
توغل الإرهاب في جسد الدولة، فنخرها وكسر ظهر المواطن، وإبتلى المجتمع بالفاقة والعجز والضعف والحرمان، وهاجمته الوحوش والعقول الضحلة المريضة بقتل همجي إجرامي.
مسرحية يندى لها الجبين الإنساني، لأن من أساء الأدب أمن العقاب، وصارت السجون محطات إستراحة، وتنسيق للهروب ومواصلة الإجرام؟!
ترتكب كل يوم جريمة كبرى، وتشوى الأجساد بلظى المفخخات، وتتناثر الأجساد على الأرصفة وأعمدة الكهرباء وأسطح المباني، ويأتي دور المرملات بالبحث بين دخان الأجساد المتفحمة، والساسة الجبناء يعزون تخاذلهم الى نظريات التآمر وطمع غيرهم بكرسيهم، وهذه الأفعال زادت من تمادي الإرهاب.
شتان بين أم مفجوعة وأخرى تنام على الحرير في منطقتها الخضراء، وكارثة أن يضع عراقي عقاله في رقبته كدراً، وهو يرى أبناءه لقمة سائغة للذئاب، ويرى مسؤول حكومي يجوب الفنادق ورأسه المتعفن على أفخاذ الماجنات، وشباب ينحرون وهم جياع عطاشى، وتركوا عوائل لا تملك قوت يومها؛ بينما أبناء أصحاب الجلالة والفخامة في الملاهي، يحرقون دفاتر الدولارات على مومسات يرتمين بأحضان آلاف الرجال.
يوزع حثالات ونفايات التاريخ كل يوم موت مجاني يلاحقون به المواطن أينما ذهب، بينما لا توجد قرارات حاسمة في تنفيذ الإعدام الفوري، ولا حتى ردة فعل من قادة جبناء أو شركاء بسكوتهم، يلوحون بالملفات ولا يُقاربون الحقائق، وصمتهم الرهيب ناتج من الخوف على كراسي جاثمة على صدور المواطنيين؟!
كان رد الحكومة الأردنية بمستوى الحدث، وعلى الفور ثأرت لحرق الطيار معاذ الكساسبة، وجمعت حولها الرأي العام المحلي والدولي، وإستمرت بتنفيذ عشرات الغارات الجوية على الرقة والموصل، وتحرك الجيش لحماية الحدود ومنع الإرهابين من الهروب، وستواصل القصاص وتثير الرعب لدى عصابة داعش.
ماذا ينتظر قادة العراق وآلاف المجرمين المحكوميين بالإعدام، يعيشون في أجواء التكييف، وينفق عليهم أضعاف المواطن؟! الذي أفنى حياته تحت لهيب الحروب ووحشية الإرهاب، وظلم سراق التضحيات والمال؟! أما آن الآوان أن يتعلموا درساً من فرنسا والأردن، وكل الدول حين تصديها للإرهاب، وهل لدينا دماء أكثر ندفعها؛ حتى يكذب علينا فلان وعلان، ويخدعونا سنوات بالإدعاء أن تعطيل أحكام الإعدام وملفات الفساد، ويدعون أنه يرتبط بالأجندات السياسية؟! 
سُلبت هيبة الدولة وكرامة المواطن؛ بسبب جبن وفساد سلطة تنفيذية متخاذلة؛ ولا تمثل طموح المواطن، ولم تتحمل مسؤوليتها بالحفاظ على الدماء؟!
كفانا تهاون ومقايضات، وتوقفوا عن المتاجرة بالتضحيات، ولا يحق لمن أضاع ثلث العراق، وسرق ثروة سنوات، أن يعود لسرقة تضحيات الحشد الشعبي، وما كان لبغداد وبقية المدن أن تحافظ على كرامتها، لولا فتوى مرجعية، دفعت أبناءها في الصفوف الأولى من القتال، فأين أبناءكم وأنسابكم؟! وهل شاهدوا ساحات القتال، وأنهم تقدموا على المواطن، ولم يقدموا سوى الخزي والعار، ومن المخجل جداً أن تطلبوا لأنفسكم السلطة مجداً؛ وأنتم سبب البلاء؟! وسرقة تضحيات الحشد الشعبي حلقة من مسلسل المؤامرة على العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك