المقالات

حرية الطغاة: ثمن الإنسان رصاصة!./ قيس النجم

1895 11:55:14 2015-02-05

قيس النجم

المفهوم الدقيق للحرية, هي أنها ليست خاطرة من الخواطر الأخلاقية, بل حق واضح ومحراب مدو, يزخر بالبلاغة والفصاحة لسائر الأجيال, وعلى هذا الأساس يجب عقد إجتماع طارئ, بين المعجبين بالحرية والكارهين لها, لأن الجواب سيكون في سياق الرد: حق مشروع وطبيعي من أجل الكرامة.

الحرية تصنع أوطاناً صالحة للإستعمال المدني, كما إنها توسع مدى الجرعات الثورية عند الأحرار, لمواجهة الإستبداد والظلام, فإبتسامة الاحرار أمرها عجيب للغاية.

لقد ثبت شرعاً أن حرف (د) لا يعني بالضرورة إختصار كلمة (دكتور), أو رمز لفيتامين (D), أو بداية لكلمة (دماء ), أو مختصر مجموعة إرهابية إسمها (داعش), فمنحرف العقل يتفاخر بإعتبارات مزيفة, لأن قلوبهم كأيديهم ملوثة بالخطايا, أما أصحاب العقيدة والحرية, فهم على درجة كبيرة من اليقين بمحتويات الحرف (د), وأن وعد الخالق حق.

من المؤكد أن الأعمى لا يستوي والبصير, وأن الفضائل لا تستوي والرذائل, لذا فالسلطة الظالمة طالما تعبر عن فشلها, بإستخدامها أساليب التصفية والإعتقال, وقمع أصحاب الرأي الأخر ومصادرة الحقوق, متوقعة لجم الأفواه وقطع الأعناق, مدعية أن الحر إذا خالف البيعة, فهو مرتد أو كافر, وتنسى أن الشمس لا تغيب أبداً, فهي تسطع في مكان آخر, وتقبل على الأحرار بعواطف دافئة.

الحكام المستبدين يحاولون دائماً تغيير الشعوب, وليس تغيير الدستورالذي يصنع الطغاة, لأن ذلك يضمن بقاء الطاغية عقوداً من الزمن, وكل مَن يتعارض مع مدخلاته ومخرجاته, فهو زائل لا محالة, إما بالقتل أو التهجير أو الإعتقال, فكل طرف يتحمل مسؤوليته أمام القانون بنظر الجبابرة.

يقال أن المنظر الفرنسي (جان جاك روسو), كان ذات يوم يخطب على منصة أمام الجماهير الفرنسية, ليلقي كلماته الثورية النارية, وإذا بعجوز سُجن أبنها في الباستيل الشهير, فتقدمت اليه رافعة صوتها: إن كلماتك يا سيدي رائعة, لكنها لا تُخرج إبني من السجن, وتعيد اليه حريته فأجابها قائلاً: إن الحرية التي نسعى اليه, أكبر من حرية أبنكِ يا سيدتي, إنها حرية شعب بأكمله, لأن القيادة الشرعية في الأمة هي قيادة الأحرار, وفضاء لا يعرف الصمت.

بقي أن نعلم, من المفارقات التي نعيشها حالياً, هو الوعظ الذي أصبح غير مجد, في زمن صار فيه ثمن الإنسان رصاصة, وما زال العرب يختلفون على غسل الرجلين أو مسحهما, وعلى هذا أصبح الغرب يعيش حالة من التجدد, أما العرب فقد عاشوا حالة من التجديد, وهناك فرق كبير بين الفن والصنعة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك