المقالات

اليمن والتحديات المستقبلية / اسعد عبدالله عبد علي

2098 2015-01-29

اسعد عبد الله عبد علي

تتسارع إحداث اليمن بشكل مخيف,متجهة نحو المجهول, مع بروز الحوثيون, واتساع سيطرتهم الجغرافية, يسبقه إعلان الحوثيون العداء لأمريكا ومحورها, مما جعلهم غير مرغوب بهم إقليميا, السعودية كانت في حرب خاسرة ضدهم, طوال السنوات الماضية, ودول الخليج لا تريد كيان خارج سيطرتها, فالتهديد سينطلق من اليمن لمنظومة مشايخ الخليج, وداخليا هناك خط يمني متطرف مدعوم خليجيا, متمثلا بالقاعدة والوهابية, من جهة أخرى الموقف الأمريكي وسعيه للتكسب من الأوضاع, بالإضافة لإيران ودورها الإقليمي المهم.

ففي 20 كانون الثاني تم محاصرة قصر الرئيس هادي, ومنزل رئيس الوزراء بلحاح, مما دفع بهما إلى إعلان استقالتهما,ومن هنا ستبدأ الحكاية.

السعودية خائفة من جارتها الفقيرة, خصوصا إن مملكة إل سعود تخوض صراع جديد, بعد موت الملك عبد الله, وصعود سلمان للعرش, الصف الجديد من الأمراء سيشعل الساحة السعودية, خصوصا إن الطمع بالمناصب طبيعة إنسانية, ومن جهة أخرى تهديد داعش للملكة, باعتباره يرى إن إل سعود انحرفوا عن الإسلام, إما حدودها الجنوبية, فهي الأكثر خطرا, بسبب حربها الخاسرة التي خاضتها قبل سنين مع الحوثيون, في بداية ظهورهم, فكيف اليوم وهم اقوي عدة وعددا, ولا يمكن تجاهل هبوط أسعار النفط, وارتفاع معدلات البطالة سعوديا, كلها تنذر برعب حقيقي من المؤثرات الداخلية والخارجية, ورعبهم من الحوثيون غير خافي.

قبل أربعة أشهر أعلنت أمريكا عن إشادتها باليمن, حيث صرح الرئيس الأمريكي اوباما, باعتبار اليمن مثالا ناجحا, للإستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب, فإذا بهجمات باريس تعلن عن ارتباطها باليمن! وترسل أمريكا سفينتين تابعتين للبحرية الأمريكية, لإجلاء رعايا الأمريكيين من السفارة, باعتبارها تهديدات إرهابية معلنة ضدها, وحالة غليان غريبة, وتقلبات غامضة, تبين إن خطة أمريكا في اليمن, كانت تدفع نحو الحروب والتقسيم, كسياستها في العراق وسوريا, لكنها لا تسيطر على الوضع, فليس كل الإطراف خاضعين لها, مما جعل الطرف الأكثر عداءا لها, هو المسيطر على الأرض, مما يعتبر انتكاسه في السياسة الأمريكية, اليمن اليوم مستنقع كبير لإطراف دولية متعددة.

الصراع الإقليمي مع إيران, يعتبره البعض قائم على الساحة اليمنية, فالحوثيون مع إيران, وهادي مع السعودية , مما يعني أنها خسارة سعودية جديدة في شطرنج السياسة, حيث استقال هادي وسيطر الحوثيون, إيران تتمدد إقليميا جنوب السعودية, مما يعني إن اللعبة أصبحت تماشي محور المعارضة للإرادة الأمريكية, وتحولت قطعة مهمة, من يد أمريكا إلى يد خط المعارضة, وهو تحول هام, فمع حرب النفط, وصراع الأسعار الذي تعمل عليها أمريكا, لهد اقتصاد بعض الدول وللضغط عليها, يأتي الدور اليمني المقبل الخطر, في كيفية تعديل الكفة, وتحويل الضغط عن محور إيران.

بعد عقود العزلة, سيخرج المارد من قمقمه, وسيكون لليمن دور اكبر في الإحداث.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك