المقالات

المرجعية ومعركتها مع الفساد والإرهاب وغياب الولاء / أسعد عبد الله عبد علي

1662 2015-01-28

اسعد عبد الله عبد علي

في لحظة انزلاق الأمة, نحو حفرة الوحل الكبيرة, التي أوجدها الزمن, ينبري رجال الأمة لإنقاذها , كما حصل أيام يزيد, عندما سعى لتدمير بناء الرسالة المحمدية, عبر سياسة تسفيه وعي الأمة, وشراء الذمم, ومحاربة الأخيار, وقمع الحريات, وسعى بمخططه لتحقيق حلم جده, وأساس حربه تدمير أخلاق الأمة, لكن لم ينته الأمر هكذا, بل انبرى الإمام الحسين (عليه السلام), للوقوف بوجه يزيد ومخططه, فنهض لإصلاح حال الأمة.

وتم الإصلاح الحسيني, ونجت الأمة مما خطط لها, عبر ترسيخ قيم الإيثار والتكافل وحفظ الأمانة, في وعي الأمة.

في العقود الأخيرة, كان التخطيط دقيقاً, لتدمير الأمة عبر المساس بمنظومتها الأخلاقية, فنشبت الحروب والأزمات الاقتصادية, التي تؤثر عميقا في المجتمعات, حيث تدفع لظهور سلوكيات تختلف مع ما كان سائدا, نتيجة ضغط العامل الاقتصادي على العراقيين , بالإضافة لعاملي الترهيب والقلق الدائم الذي تعيشه الأمة, بفعل النظام الطاغوتي, الذي سخر إمكاناته, للنيل من وعي الأمة وشخصيتها.

جاءت الهجمة العولمة, لتزيل الحصون بين الثقافات, ويصبح العالم قرية صغيرة, الكل يعرض بضاعته, والقبول للأفضل, وبما إن الغرب يملكون الوسائل والتقنيات الأفضل, أصبح المثال الغربي هو الذي يروج له, ليسود الأمم, إنسان هادف لمصالحه الخاصة, بعيد عن القيم, إنسان منعدم الجذور, لا يرتبط بماضي الأمة, مما اوجد أجيال غريبة, صفتها الفوضوية وتحمل أخلاق الغابة, حيث تحمل ابرز سيئتين, البقاء للأقوى, والغاية تبرر الوسيلة.

عاملان كبيران في التأثير, احدثا تغييرا كبيرا في السلوك اليومي, فالفساد والإرهاب وغياب الولاء, نتائج هذا السحق المستمر للقيم السامية.

المرجعية الصالحة وقفت بوجه الضغوطات, لتنتشل الأمة مما يراد بها من سوء, عبر سعيها للحفاظ على نسيج المجتمع من التفكك, وإرشادها الأبوي في الأزمات, كأنها ربان سفينة في يوم عاصفة هوجاء, فحاربت الفساد ووضعت علامات للمسير, في ما يصح وما لا يصح, للخروج من ابتلاءات الحاضر , وللخلاص من عاصفة الفوضى القيمة, التي أحدثت زلزالا لكل المعمورة, ووقفت بالضد من أي انحراف كبير, فكانت مواقفها موضع إشادة المنصفين.

التغيير كان شعار المرحلة, رفعته المرجعية لإسقاط الأصنام, التي دعمت الانبطاح إمام العاصفة, فالمرجعية شنت حربا ضد الانبطاحيين, الذين تقبلوا مخطط الأخر, وتخلقوا بأخلاق الغابة, ودعموا الفساد, وعملوا على الإفساد, اليوم على الإنسان الواعي إن يكون في خندق المرجعية, كي يتم الانتصار, لتعود الأمة معافاة, من إمراضها القيمية.

دوما حركة الرجال الصالحون, تكون زمناً للتمحيص, عندها يعرف الإنسان موقعه, والفرصة مازالت قائمة للتصحيح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك