المقالات

بين الحضارة والحاضر درس للتحالف الوطني/ واثق الجابري

1219 2015-01-25

واثق الجابري
تفتخر الشعوب دائماً بحضاراتها، وحدثنا التاريخ عن بلاد الرافدين، إنها موطن بزوغ أول إشعاع،شأنها شأن الحضارات القديمة الأخرى، كحضارة وادي النيل وغيرها: الإغريقة، الرومانية، الهندية، الفارسية، الصينية وهكذا.
تعلمنا درساً من كل الأمم؛ بأنها تركت أثار وعمران ما يزال قائم الى اليوم.
إعتقدت الحضارات أن إرثها وقوتها لا يضاهيها أحد، وإعتمدت البناء الهرمي من زقورة أور السومرية وإهرامات مصر، وحضارات آخرى على هياكل بناء عالية، وفي عمومها كان للهندسة والتخطيط وطبيعة القواعد، وأستمر البناء مئات السنين، بتكاليف بشرية ومادية، وإستعبدت شعوب تحمل صروح غيرها؟!
إستطاع الإنسان بعد آلاف السنين، وبالنضوج الفكري، أن يعتمد على عقله أكثر من عضلاته، ويستطيع تشييد بناء أعلى من الأهرامات وبدون تدخل مباشر، بإستخدام المكائن الرافعة والكمبيوتر والوقود المستخرج من باطن الأرض، وناطح بذلك السحاب، ووصلت سرعة القطارات الى 500 كم في الساعة، ويستطيع شراء العلوم بأموال الدولة.
ضرب العراق أسوأ مثل في التعامل مع الحضارة، والأموال التي تتدفق من أراضيه، وساقته سياسات رعناء الى الإنحراف عن جادة الصواب وتوجهات شعبه، وتركت قواعد البناء الصلدة، وراح ساسة الصدفة ينهبون من كل جانب، ويبنون لأنفسهم شواخص وشعبهم في العراء والتخلف؟!
إرتكزت العملية السياسية بعد 2003م على التحالف الوطني، وكان اللبنة الأولى في الديمقراطية والتبادل السلمي، وإستمرعلى هذا الحال في البداية، وحفاظ على الوحدة الوطنية من التشضي؛ وفي أحلك الظروف إستطاع منع الحرب الطائفية.
تعرض التحالف الوطني الى إهتزازات أرتدادية لأفعال مشينة؛ بدوافع شخصية وسلطوية، وفرضت شخصيات لا سياسية نفسها على مشهد القرار، حتى جالوا في وسائل الإعلام، وهم لا يبالون ولا يتراجعون من خداع الناس والتلاعب بمصير المساكين؟!
الحضارة في العراق حبر على ورق، وكتب على رفوف النسيان، وكان المفترض أن يكون البلد الأول في السياحة، ويجني واردت لكثرة المواقع الأثرية، وللسياحة وزارة مجرد تسمية، ومنصب تشريفي لا أكثر؛ لكن ما بالك بمن يرشح الى هذا المنصب ولا يحظى بالقبول والثقة، فهل يصح أن يكون رئيس لتحالف وطني، والعراق يمر في أخطر مراحله؟!
الحضارة علمتنا أن الصعود بسرعة يتبعه سقوط أسرع، ومن ينظر الى الأعلى؛ تنكسر رقبته؟!
إعتاد العالم منذ أقدم الحضارات عن ثراء الراقصات والغانيات على حساب الأدباء والمثقفين والعلماء، وعرف فيما بعد أن البقاء للأصلح، وكثيرون الآن يتراقصون على دموع الثكالى، ويتخذون من الدولة سلماً للصعود على رقاب الناس، بإشاعة الفساد والفرقة، والعراق وطن يسكن في العراء، بعد أن جرده ساسة الصدفة أمواله وروابطه الوطنية، وهو اليوم بحاجة الى خيمة عمودها التحالف الوطني، وتجتمع بها الأطراف السياسية، بقيادة قادرة على إستيعاب جميع القوى، ولا تُعاد تجارب أسقطت المصائب على رؤوسنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك