المقالات

" الكًدعان" وفتاوى النجف

1299 2015-01-16

لم تكن زيارة العبادي مع وفده إلى القاهرة متأتية من فراغ؛ فهنالك ما يبعث النسيم من دجلة والفرات إلى النيل، ومن المرجعية إلى الأزهر. 
فتاوى النجف؛ كانت حلقة الوصل بين الأديان، والمذاهب، لِتمُر كالنسائم من مدينة السلام إلى الكنائس، ولِتلتقي في الأزهر، لِتصب في قالبٍ واحد؛ إلا وهو نبذ التطرف، ومحاربة الإرهاب. 
في المؤتمر الصحفي، الذي جمع رئيس الوزراء العبادي مع نظيره المصري" إبراهيم محلب" عُرضت الصورة الحقيقية لإنتصارات الجيش العراقي، والحشد الشعبي، ضد عصابات داعش، من خلال فتاوى السيد السيستاني؛ التي كانت تمثل قاعدة تحقيق الإنتصار .
هذه الحقيقة؛ رسمت على وجوه المصريون هالات من الذهول، لِتكون أنموذجاً حياً، يتوجب على" الكَدعان" أن يقتدوا به في دحر المتطرفين التكفيريين، ومحاربة النعرات الطائفية بِمختلف أشكالها.

لكي لا تكون "بورسعيد" أو الأسكندرية، أو غيرها من مصر، آيلة للسقوط بيد التكفيريين، أعطت تجربتنا في محاربة داعش؛ أنموذجاً بطولياً للمصريون في الدفاع عن وطنهم، ولكي يكون الأزهر، قاعدة دينية جماهيرية، تستطيع أن توحد الصفوف؛ أثبتت مرجعيتنا الرشيدة، أنها رمزاً للقيادة الحكيمة، في توحيد الكلمة، ووحدة الصف العراقي.  

قد تدفع التجربة العراقية، بِمراحل صراعها مع الإرهاب؛ كثيرٌ من الدول في صناعة أمنها، بِشكل يجلب الإستقرار بِمختلف أنواعه، وبما أن فتاوى المرجعية، شغلت حيزاً واسع في تقوية النسيج الإجتماعي، ووحدة الصف الوطني، ومحاربة التكفير، لذا أخذت هذه الدول، تبحث بِجدية في ترسيخ، وتنمية النسيج الإجتماعي بين مكوناتها، والحذوا بإتجاه التحشيد الوطني ضد التطرف. 

في خضم موجات الصراع المتصاعد؛ لم تقتصر فتاوى المرجعية على مذهبٍ واحد فحسب؛ وإنما كانت مدعاة لنبذ التطرف، ومجابهة التكفير في جميع أنحاء العالم.

لم يكن الخطر الذي جابهته مرجعيتنا، خطراً داخلياً فحسب؛ بل كان خطراً عالمياً، وهذا ما يجعلها محط أنظار الجميع، ومصدر إعجاب كثير من الأديان، والمذاهب في جميع بقاع العالم، والسير بِفتاواها، ما هو إلا سبيل للنجاة، والإستقرار. 
أخذ" الكَدعان" من الحشد الشعبي؛ أنموذجاً بطولياً في الدفاع عن الوطن، وقد يأخذ الأزهر من مرجعيتنا الحكمة، ووحدة الصف، وقد يأخذ العالم بأسره درساً؛ عندما تكون الكلمة ثورة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك