المقالات

طفلة مهجّرة في مشهد السياسيين ..!

1538 2015-01-13

بين هُنيهات الأمل البعيد، وطول الطريق، ووعورة مسلكه، وشدّة ظلام الليل، وقساوة البرد، ونفثات السباع الساعية وراء فريستها، تسير تلك الطفلة البريئة، باحثة عن أمّ لها، غيّبتها يد الأقدار! تجفّ الدموع في مقلتيها، وقد أجتمعت حولها وحوشٌ ضارية، إذ يمتزج الأملُ بالألم، فتضطرب السماء، وتضرب بسياط البرق، وتصرُخُ بأزيز رعدها!

في مشهد السماء المهول؛ ملائكٌ تكادُ أن تُطفأ أنوارها، لشدّة ذهولها، رافعةً أصواتها بالتهليل والتقديس، والشياطين تصاعد لتسترق السمع، والشهب مُحجمةٌ عن المسير! يكاد الكونُ أن يتصدّع، والجبال تنهارُ متهاويةً عن السُحب بلا توديع، وأنبياء الله في منازل السماوات، تخرج من مخادعها، متسائلةً عما جرى! ياترى مالذي زلزل عرش الرب؟!

فزعٌ في كل مكان .. قامت قيامة الرب! حيث ظننا أنها تجري لمستقرٍ لها، فإذا بنا نحنُ من يحفرُ هاويتها، ويسجرُ نيرانها، والرب بريء مما يصفون! وها قد أغلِقت أبواب التوبة؛ بوجه السباع، وظلامِ الليلِ الذي حُكمَ عليه بالنور الأبدي، والثلج بالذوبان، والشياطين المغلولة، والشُهُب تحترق في مواضعها، وأولئك الساسة ..!

في زاوية من زوايا الأمل الموءود، في مشهد السياسيين؛ منهم من يرتشف الخمر، وسط جمعٍ من الغواني، تتراقص وتترنم مُطربة، تناغيهم بمودّة مصطنعة! وآخرون يحملون على أكتافهم، أحمالاً من أوساخ الدنيا، ممتلئة جيوبهم، وبطونهم، وأرصدتهم في المصارف، غير آبهين بما يجري، وإن إحترقت الأرض ناراً، وسُيّرت الجبال، وطويت السماء!

منهم من يفترش سجادة الصلاة، حاملاً قرآنه، وآخر يحمل إنجيله، يضمه على صدره، لا يعلمون أن غضب الربّ إن حلّ، فلا الصوم ينجيهم، ولن ترقيهم شمعة القدّاس، ولا كرامة لصومعةٍ، ولا كنيسٍ، ولا مسجد! فقد إجتمعت قوى الظلام في الأرض، على وأد تلك الطفلة اليتيمة، وقُتلت النفس الزكية، وقُضي الأمر!

على قارعة الطريق، ضرب المستضعفون أخبية العزاء، ماتت الطفلة المسكينة! ومازالت عدالة الربّ تلاحق الجناة، ماذا يرتقبون؟! إلا مزيداً من العذاب، ولن ينجو إلا من كُتب عليه، أن يُذبّح أبناءه بسكّين إبراهيم! وسط جمعٍ من الملائكةِ، تتلوا عليهم كتاب الرب: إنّ بطش ربك لشديد، إنّه هو يُبدء ويُعيد ..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك