المقالات

المـواطن على أبواب عام اللامركزية

1134 2015-01-04

ودعنا 2014، بِمزيدٍ من الأسى والحزن، بِفقد كثير من الأحبة، وخسارات كبيرة في المُقدرات، ونزوح مليوني مواطن، وعمليات قتل جماعي؛ ليستقبل 2015، بإصلاحات ما بعد التغيير، وعلى رأسها اللامركزية التي أخذت تسلك طريقها، نتيجة الظروف والمستجدات السياسية في هذه المرحلة. 
بعد خطاب العبادي الذي عقد على ضفاف شط العرب، وبحضور(14) محافظة، وما تضمنه من ضرورات التحاور مع الناشطين، والإعلاميين من البصرة في تطبيق اللامركزية، بشكلٍ سليم لا يتعارض مع سياسة المركز.

هذه الخطوة في النقاش، ساهمت في إذابة جليد المعارضات، والحواجز المنيعة، وسهلت بدايات تطبيق اللامركزية، وعملية هضمها. 
لم يكن تطبيق الفيدرالية وليد اللحظة، بل كانت له جذور متينة في نشأته، فهناك من كان يمتلك بُعدا سياسيا، ورؤية عميقة في فهم الأحداث، ولهُ في هذا الوقت، وقفة كبيرة في تطبيق اللامركزية، في مشروع بناء دولة عصرية عادلة، ففي عام 1982، كانت من بين أهم المشاريع، والسياسات التي تناولها المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وعلى رأسه السيد محمد باقر الحكيم(قدس سره) أيام المعارضة الإسلامية آنذاك. 
إئتلاف المواطن الوريث الشرعي لتلك الرؤية الواثقة، تبنى مشروع اللامركزية على خلاف المعارضين، لذا فأن تطبيقها، سيكون بِمثابة إنهيار للمنافسين الذين تبنوا المركزية، التي جعلت من بغداد واحدة من أسوأ دول العالم، من حيث بنيتها وعمرانها وإقتصادها، وجعلت المحافظات تقف على طابور الجحيم؛ تنتظر الرخصة من العاصمة المريضة. 

لا ريب، إن الصلاحيات؛ من أهم مكاسب اللامركزية، فإمتلاكها يجعل من كل محافظة، على إستعدادٍ تام، في إعادة النظر في سياساتها، وإدارة مؤسساتها بِشكل يقوي فرص النجاح، وهذا يعطي مزيد من الثقة بين المحافظات، والمركز. 
هذه الصلاحيات في المحافظات؛ تعد طموحاً حرص إئتلاف المواطن على التمسك به، ليُصبح جزءاً من متبنياته في بناء الدولة، ولإن تكون صلاحيات متاحة لكل محافظة، كما يحصل في أقاليم إلمانيا، أو الهند، أو الأرجنتين. وكندا.
كما أن التعديلات على قانون(21) الذي يخص صلاحيات المحافظات، ستجعل هنالك نوع من الإنتقال، وبِشكلِ تدريجي في الصلاحيات، وهذا سيخفف من سطوة المركز، وإحتكاره الرُخَص في تنمية المحافظات. 
إنطلاقة العبادي من اللامركزية، وبِحكمة شخصيات إئتلاف المواطن، سيجعل الحكومة الخامسة، في إختبار نحو تحقيق الإصلاحات، ونجاح سياستها في سريان مفعول الفيدرالية، وتزايد أنصارها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك