المقالات

إعدام حرية الإعلام! / حيدر سويري

2205 2015-01-02

نصحني أحد أساتذة الإعلام بالقراءة للكتاب الموريتانيين، حيث أنهم يمتازون بغزارة المعلومات، ودقة التعبير، ورصانة الأفكار، وترابط الموضوع في المقال، للوصول إلى قضية مهمة. تصورت من ذلك القول لأستاذي، أن حرية الإعلام والتعبير عن الرأي في موريتانيا، في أفضل حالاتها، وأن نتيجة هذه الحرية تمكنت موريتانيا من صناعة كتاب، أُوصى أنا العراقي في أقصى شرق الوطن العربي بالقراءة لهم، ولكن تبين خلاف ذلك!

فوجئتُ بإصدار محكمة موريتانية، حكم الإعدام بحق شاب كتب مقالاً، قالت المحكمة أنهُ أساء لشخص الرسول محمد(صلواتهُ تعالى عليه وآله)، وطعن في عدالته، فإتهمته المحكمة بالردة، وعلى ضوء هذه التهمة تم إصدار الحكم عليه، وبعد إطلاعي على مقال الشاب محمد الشيخ بن محمد المنشور في موقع الحوار المتمدن العدد:4677 -30/12/2014 ، لم أجد فيه شيئاً يستحق عنهُ هذا الكاتب أي عقوبة، فهو لم يأتِ بشئٍ من عنده، بل جاء بحوادث تأريخية، وأعطى مصادر تلك الحوادث.

كلنا شاهد فيلم الرسالة، وكلنا يتذكر المشهد الذي وقف فيه المسلمون المهاجرون، أمام النجاشي ملك الحبشة، وكيف حاورهم، وكيف منع عمرو بن العاص عنهم، وكذلك المشهد الذي ضرب فيه الحمزة أبو جهل، وخاطبه حينما إتهم ابو جهل الرسول بالكذب، قال له حمزة: وكيف لكم ذلك، وأنتم تمنعونهم حرية الكلام، أو الإستماع لهم.
لماذا الآن يمنع المسلمون الآخرون من حرية الكلام!؟
أم هو كما جاء في المثل: تمسكنوا حتى تمكنوا!؟
اليوم حينما أصبح للمسلمون سلطة، بدؤا ينفذون أحكامهم التعسفية التي ما أُنزل بها من سلطان!
إذا كان الإنسان لا يسأل ولا يبحث، فكيف لهُ أن يتعلم!؟
ألم تقولوا أنكم أصحاب الدليل!؟ فلماذا لا تناقشون الكاتب فيما ذكر!؟
ألأنكم لا تريدون أن تعترفوا بتاريخكم المزور!؟ وتحريف الدين!؟ وتسلط علماء السوء!؟
أم لأنكم لاتريدون أن تعودوا لأنفسكم كقوم إبراهيم!؟( قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) سورة الإنبياء.
ما أظن كاتبنا هذا إلا كمثل النبي إبراهيم، وما أظنكم إلا كقوم إبراهيم، وما حكمكم عليه إلا حكمهم، لأن سياستكم قامت على عبادة الأوثان، فلا تلموه ولموا أنفسكم.
بقي شي...
حرية الرأي تضمن سلامة الفكر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك