المقالات

شكرا جلال الدين الصغير ولو متأخرا..!/ قيس المهندس

2311 2015-01-01

قيس المهندس

هي ذاتها سنّة الشعوب، لا تعير الاهتمام للأناس الرساليين، وغالباً ما تجحدهم، بيد أنها في النهاية، لن تجد طوق نجاتها، الا في قواربهم! ولن تلقي مرساتها، إلا عند شواطئهم! وفي كنف فكرهم النيّر، تضع أحمالها!

في العام 2008، تم تقديم مشروع قانون البنى التحتية الى البرلمان، بيد أن الشيخ جلال الدين الصغير، والذي كان نائباً آنذاك، تصدى لذلك المشروع وأوقفه!

لم يكن قانون البنى التحتية معنياً بالإستثمار، وإنما كان يتعلق بالإقتراض، والإقتراض غير الإستثمار، كما يعلم الجميع! فالإستثمار يعني أن الأموال تأتي من قبل المستثمر، بينما يتم دفع مبلغ الإقتراض مع الفوائد، من موازنة الدولة!

بالإضافة الى كون المشروع معنياً بالإقتراض؛ فإن الأموال سوف تنفق، وفق ذات السياقات المعمول بها في الوزارات، والتي إتضح فيما بعد أنها سياقات فساد مالي، ومشاريع وهمية، وفضائيين! والتي لم تكن مجدية، طيلة السنوات السابقة!

الطامة الكبرى؛ إن إقتراض مبلغ (70 مليار دولار) سيحتم على الحكومة أن تكون ضامنة للسداد، لمبلغ الإقتراض والفوائد المترتبة عليه، بعد خمسة أعوام، أي من عام 2013 وحتى عام 2017، وبمعدل 17 مليار دولار سنوياً!

لنا أن نتصور ذلك المشهد، ونحن في بداية عام 2015؛ فيما لو كنا في السنة الثالثة من استحقاقات السداد لذلك المبلغ المهول! ومع ما مر به البلد خلال السنتين المنصرمتين، من إضطرابات سياسية وإقتصادية وأمنية!

مع إنخفاض أسعار النفط، ومع العجز الكبير في موازنة 2015، وحالة التقشف التي يمر بها البلد، فإن سداد مبلغ 17 مليار دولار، في هذه الظروف العصيبة، سيشكل كارثة كبرى، كانت لتؤدي الى إنهيار الاقتصاد العراقي.

ذلك هو دور الرساليين؛ لهم قدم السبق في توقع الحوادث، وبذل الجهود الحثيثة في التصدي للأحداث المؤسفة، رغم ما يتعرضون اليه من إعلام مضاد، ومحاولات للتسقيط.

الشيخ الصغير، أحد أولئك الرساليين، قام بنسف صخرة سيزيف الاقتصادية، والتي كان من المقدر لها، أن تجثم على صدر الشعب العراقي لسنين طوال! وساهم في قطع العقدة الغوردية، حتى رست سفينة الوطن، في شاطئ التغيير.

32/5/150101

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك