المقالات

مهدي الغراوي وحكايات من زمن الغلمان

1842 21:03:34 2014-12-28

لا اعرف بالضبط المقاييس العسكرية التي يتم من خلالها اختيار القادة والأمراء في زمن نوري المالكي حتى ظهر الغراوي بكل عوراته وآثامه أمام الجميع وهو يتحدث بحالة هستيرية مرتبكة خائفة عن الإدارة والتخطيط والرجولة والإخلاص فعرفت السبب الذي يكمن وراء موت شعب بأكمله.
الغراوي ليس الحالة الاسوء في زمن نوري المالكي بل قد يكون الحلقة الاغبى من بين جميع الحلقات التي كانت تتحكم بسلطة العسكر وتسهر على حماية أرواح العراقيين وتحافظ على استقلال البلد وطهارة ترابه من دنس المعتدين،لهذا لا غرابة ان تستباح دمائنا يوميا ولا غرابة ان يسقط أكثر من ثلث الأرض العراقية المقدسة بيد حفنة من الاوباش والقتلة والمجرمين.
الغراوي لا زال يعيش تحت تأثير حالة الصدمة والانهيار بعد ان استخدمه الكبار ككبش فداء في مقصلة الخيانة التي ستنال من الصغار وتخجل من الكبار فتقمص الدور بكل غباء ودافع عن الجلاد بكل إخلاص ولم يقدم ما يمكن ان يقنع الصغير قبل الكبير بالأدلة والبراهين التي قدمها وطوال يومين من الحديث والاهانات والتقريع.

أفضل ما قدمه الغراوي في شهادته للبغدادية في دفاعه عن التهم الموجهة اليه ،كشفه عن حقيقة المؤسسة العسكرية في زمن فخامة القائد العام للقوات المسلحة وحقيقة صاحب الفخامة الجاهلة بكل ماله علاقة بالقيادة والإدارة وحسن التدبير.
شهادة الغراوي ودفاعه عن نفسه وعن المالكي لم يتم حبكها بصورة جيدة فضاع سيناريو الفلم وسط ضعف الحوار وضعف الأدلة وكذب الشاهد ليس لان الأدلة ضعيفة بل لان المدان ربط براءته بتبرئة فخامة القائد دون ان يدرك ان امر نحره كخائن قد اتخذ ولم يعد بالإمكان تبرئته حتى لو جاء بأدلة كل الوجود.

الغراوي يستحق المحاكمة لكن قبل ذلك هناك من هو أسوء منه ويستحق اشد العقوبات من أمثال علي غيدان وعبود قنبر باعتبارهما المسؤولين المباشرين عن قيادة عمليات نينوى وإذا ما كان الغراوي يحاكم بتهمة الخيانة العظمى فان المالكي وغيدان وكنبر متهمين بالهروب من ساحة المعركة والوقوف وراء مقتل ألاف العراقيين وسقوط أكثر من ثلث الأراضي العراقية بيد الدواعش بسبب سوء الإدارة وانعدام الشعور بالمسؤولية ومعاقرة الخمور في زمن الحرب وعدم اخذ التحذيرات والمعلومات الاستخبارية مأخذ الجد.
الغراوي هو الحلقة الأضعف في حلقة الفشل المفجعة التي عاشها العراق طوال السنوات الماضية وشهادته الفوضوية المرتبكة كشفت عن حقيقة العقلية العسكرية والتنفيذية التي كانت تحكم العراق وعلى مدار ثمان سنوات وأظهرت ضحالة الفكر القيادي الذي كان عرضة لأهواء البعثيين والمنحرفين والفاسدين.
للتاريخ فان الغراوي لم ينسحب من قيادة عمليات الموصل ولم يهرب الى اربيل كما فعل كنبر وغيدان وإنما تم إخلائه بطائرة من قبل المقدم الطيار احمد مطشر والشهيد الرائد يزن وكان وقتها يذرف الدموع بحسرة وحرقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك