المقالات

متى ينتهي عهد تكريم الفاسدين؟!/ باقر العراقي

2151 2014-12-28

باقر العراقي

أيام قليلة تفصلنا عن السنة الجديدة، وفيها نودع عام 2014، الذي قال عنه احد النواب بأنه افسد الأعوام العشرة السابقة، والحكومة الجديدة لازالت تراوح في مكان واحد، وتغض الطرف في أحيان أخرى عن كبار الفاسدين، في محاولاتها البسيطة والخجولة لمحاربة الفساد.

فساد قادة الجيش جعلهم يتبادلون الاتهامات من على القنوات الفضائية وأمام العالم، ليفضحونا ويفضحوا أنفسهم، ويفضحوا من قاد المؤسسة العسكرية في أعوام الفساد السابقة، أما الفساد في المؤسسات الأخرى مرتبط بعضه ببعض وبصورة ممنهجه، ويغفوا بطمأنينة؛ وبأحضان أبوية من قبل أعلى هرم السلطة.

حل مشكلة الفساد في بلادنا ليست مستحيلة، مادمنا قادرين على تشخيص وتسمية الفاسدين واحدا بعد الآخر، لكن ما يجعل أساليب الحكومة غير فعالة وغير جادة هو أن خيوط الفساد في مؤسساتنا الحكومة ترتبط بخيط واحد فقط.

هذا الخيط يصعب أقتحامه في الوقت الحاضر،لا لكونه محصنا أو يتمتع بالشجاعة، ولكن بسبب الظروف الاستثنائية الحالية التي ورثتها الحكومة الحالية، من حكومة الفساد السابقة، فجزء كبير من البلد تحت الاحتلال الداعشي، وخزينة الدولة فارغة من السيولة النقدية.

لذلك يجب الإستمرار في الحرب على جبهتين معا، جبهة داعش وجبهة الفساد، أما داعش فيتكفلها وزراء الدفاع والداخلية ومن يساندهم من أبناء العراق الغيارى وجيشنا الباسل، والجبهة الأخرى، يجب أن توضع لها بداية إنطلاق واضحة وصريحة.

جبهة الفساد يجب أن تبدأ وتنطلق من كل المدراء العامين السابقين، الذين ملئوا هواء العراق وماءه وسماءه، بروائح الفساد التي عصفت بالعراق على مدى السنوات الماضية.

يجب أن تتبنى الحكومة الحالية حملة وطنية، لمحاسبة هؤلاء المدراء العامين ولا غيرهم لأن مناصبهم عصب الدولة، ومنها تنطلق قرارات النجاح أو الفشل، ويجب أن تبدأ من كتلة رئيس الوزراء الحالي ورئيس الوزراء السابق، وحزب الدعوة تحديدا.

لأن فسادهم سابقا كان محمي ومغطى من الأعلى، والآن وبعد أن تعروا، وتكشفت خلفياتهم الوسخة، يجب عرضهم على الملأ، وبيان من يغطي فسادهم سابقا، وفضحهم قبل أن يبادروا إلى تقديم استقالاتهم، كما اعتاد أن يفعلوها وزراءهم السابقين.

ولذلك فإن الشعب الذي قاد التغيير، ينتظر بشغف ولسان حاله يقول: متى ينتهي عهد تكريم الفاسدين؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك