المقالات

كيف لي أنْ أحتفلَ بالعام الجديد ؟؟!!

1053 2014-12-27

من حق شعوب العالم بأسرها أن تحتفي بمناسبتها التي تدعو الى الفرح والغبطة وهذا حق كفلته لها قوانين البشرية .. أقول من حقها أن تحتفلَ لتعبر عما مكنون بدواخلها من غبطة لتعبر عنها كيفما تشاء , فهناك شعوب تعمل مغامرات مخيفة وأخرى تعمل كرنفالات ملونة راقصة تعلوها زغاريد بريئة تدعو الى المحبة والوئام والسلام بين بني البشر الذين كرمهم الله تعالى فجعلهم سادة المخلوقات فسادوا الكرة الارضية وعمروها وبنوا فيها من الحضارات ما أصبحت مناراً تتعلم منه الاجيال اللاحقة دروساً في الفن والعمارة والعلوم الانسانية الاخرى , ليأتي الاسلام الحنيف فيجعل للحياة دستوراً مقدساً الا وهو القرآن الكريم ليسير الناس على هديهه ويقتبسوا من تعاليمه الحنيفة ليظل هذا القرآن مع الزمن جديداً متجدداً يكتشف العلماء منه في كل يوم حقيقة علمية لم تخطر ببال أحد , ومع ما أحاط به القرآن الكريم من علوم واسعة تنفع للدارين الاولى والاخرة الا انه كان يؤكد على الانسان بأعتباره قيمة عليا وهدفاً سامياً يجب أن يٌحترم فجاءت أيات بينات في هذا المعنى  ( ولقد كرمنا بني أدم) ومع التكريم جاءت حرمة الدم ,قال تعالى ( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ... ) ومع هذه الايات البينات التي أكدت على حرمة دم الانسان وحفظ آدميته الا اننا نفاجئ بمن يرفع لواء الاسلام ظلماً وبهتان ليقتل بأسم الدين كل من هي ودب , من أخطأ ومن لم يخطأ , من كان من الملة أو ومن خارجها ,

من كان من هذا المذهب أو ذاك , أو من هذا الدين أو غيره , كيف لا وقد تحول العراق الابي الشامخ الى ( دولة خلافة ) لينصب فيه كل أبن زنى ولقيط على رقاب بسطاء الناس ليرتكب الفواحش والرذائل والجرائم الكبيرة , ليذهب ضحية هولاء العتاة الفجرة أناس أبرياء ليس لهم ذنب سوى انهم ولدوا في هذا البلد الجريح لترتكب مجازر كبيرة , وأي مجازر ؟؟ مجازر راح ضحية كل واحدة منها المئات من الناس العزل لتمر كل جريمة مرور الكرام ولنشهد صمتاً مطبقاُ من المجتمع الدولي أزاء مايحدث من جرائم وتدمير ممنهج لكل ما يمت للحضارة الانسانية بصلة في هذا البلد , لنشهد حرباَ شعواء تطال البشر والحجر على حد سواء وما بادوش وسبايكر والصقلاوية ومجزرة ال بو نمر وغيرها الكثير الا نقطة من بحر من جرائم هولاء الاوباش بحق شعب العراق الكريم , وعندما يتخيل الانسان مايحدث لشعبه من ويلات وآلام فأجزم أنه لا يستطيع النوم !! والا كيف يغمض جفن وانت تتخيل في ليلة شتوية قارصة البرد ممطرة وهناك مئات الاطفال الصغار وهم يلوذون بأطراف الخيام هرباً من البرد . والبعض الاخر يفتش عن شيء لسد الرمق فلا يجدون , بينما تجد المئات من كبار السن من أبائنا وأمهاتنا وهم يعانون من امراض عدة ويفتقرون لابسط الادوية التي تعالج امراضهم وتخفف ما يعانون منه من آلام !!

فكيف لك ايها العراقي ان تبتهج برأس السنة الجديدة وهناك من النازحين والمشردين الذين لا مأوى لهم وتحولوا بين ليلة وضحاها من أناس أغنياء يتصدقون على الفقراء الى أناس تتصدق الناس عليهم , أنهم غرباء داخل بلدهم , فأقول كيف لنا أن نفرح ومعنا من هولاء المئات والالاف المؤلفة يضاف لها أنين ومواويل حزن أمهاتنا التي أفتقدت أعزاء لها منذ شهور ولم يعثرن على رفات لهم كي يستقر لهن بال , عذراً لكم أنا لا يمكنني أن أفرح فقد تعودت الحزن من أمي التي ما أن رأت عيني النور الا وهي تستبدل ثوبها الاسود بأخر أسود منه لتعطينا رسالة مفادها أننا أبناء الحزن !!!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك