المقالات

تعساً لبلدة حاكمها صخل، وقاضيها صخيل!

1975 2014-12-25

يجول خاطري بين طيات التأريخ وحكايا الماضي، باحثاً عن تفسير لأحداث الحاضر! فتارة أستذكر قصصاً من التأريخ، لأحداث تتطابق شخوصها، مع أشخاص أبتلينا بظهورهم على الساحة الاجتماعية والسياسية، بعد أن كانوا نكرات، لا هم في العير ولا في النفير!

يحكى أن بلدة تقع في أقصى بلاد العرب، مما يلي فارس، لتلك البلدة حاكم يدعى (صخل) وكان ذلك الحاكم يُعرف بالمكر والدهاء، وقد نصب ابنه (صخيل) قاضياً على البلدة، فإذا ما حدث أن إعترض أحدهم على الحاكم، أو كانت له مغرمة، أحاله الحاكم الى القاضي! صادف في أحد الأيام، أن مرت إحدى قوافل التجارة بتلك البلدة، فشاهد الحاكم بضاعة أعجبته، فأرسل إليهم الشرطة، ليسلبوا تلك البضاعة من القافلة، عندها قرر التاجر أن يشتكي الى الحاكم! وكالعادة أحال الحاكم القضية الى (صخيل) القاضي!

القاضي بدوره كاد أن يحكم عليهم بالحبس، لتجنيهم على الشرطة! بعد ذلك خرجت القافلة من البلدة، هاربين بما تبقى من بضاعتهم، خوفاً من ضياعها، وهم يتهامسون قائلين: تعساً لبلدة حاكمها صخل، وقاضيها صخيل!

بالمناسبة: صخيل مصغر صخل، والصخل هو ذكر الماعز! كمثل شريك وشُريك. ولعل شريكاً هو الآخر يأخذ بنا الى إحدى زوايا التأريخ؛ فمن طريف ما يذكر ان شريكا بن الأعور دخل على معاوية، (وكان دميما )!

قال له معاوية: إنك لدميم، والجميل خير من الدميم، وإن أباك أعور، والصحيح خير من الأعور، فكيف سدت قومك؟! فقال له شريك: إنك معاوية، وما معاوية إلا كلبة عوت، وإنك لابن أمية، وما أمية إلا أمة صغرت. فكيف صرت أمير المؤمنين؟!

شاهدُ حديثنا، ما يجري في العراق، من تسنم بعض المناصب الحكومية من قبل أقارب الحاكم، من أبناءه وأصهاره وسواهم، بالرغم من عدم إمتلاك بعضهم، حتى شهادة المتوسطة، فنجدهم مدراء عامين، وأعضاء مجالس محلية، وحتى برلمانيين! عندما يوكل الحاكم، مناصباً هامة لمثل هكذا شخوص، لا ينعكس ذلك الفعل السلبي، على أولئك الشخوص فقط، وإنما يكشف ذلك الفعل، عن مدى أهلية الحاكم نفسه، في تولي الحكم، فشبيه الشيء منجذب اليه، ولو لم يكن الحاكم مفسداً، لما فعل ذلك!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك