المقالات

فلسفة التحرير Liberation Philosophy

1596 2014-12-21

قالوا في معنى التحرير: كلمة تدل عادة على إنهاء إحتلال شعب ما ( كتحرير فرنسا سنة 1944 مثلا )، فعند دخول الألمان إلى فرنسا، بغير رغبةٍ من الفرنسيين، عُد ذلك الدخول إحتلالاً، يعني تسلط الألمان على الفرنسيين والتحكم بمصائرهم. مما يعني لو أن الشعب الفرنسي، قد تقدم بطلبٍ إلى الألمان، بالدخول إلى أراضيه، وإنقاذه من حكومته الفاسدة مثلاً، فعندئذٍ لا يُعدُ دخول الألمان إحتلالاً أبداً، بل يُعدُ تحريراً ولكن من الخارج؛ وما نشأة الأمم المتحدة إلا لمثل هذه الحالات.

تسمي الحركات الثورية أحيانا نفسها بـ(الحركات التحريرية)، وتعني بذلك التحرر من حكم مضطهد، وقد يعني التحرير ببساطة، الحصول على تساو في الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، كحركة تحرير المرأة التي تسمى حاليا حركة الأنثوية أو النسائية.
كذلك قد يعني التحرير: عتق الأشخاص من العبودية، أو الاضطهاد كما حدث في إعلان الرئيس الأمريكي أيبراهام لنكن، أو ما سمي بإعلان العتق، والذي أصبح ساري المفعول سنة 1863، ويقضي هذا الإعلان بعتق كل عبيد الولايات المتحالفة ضد الشمال، والمتمردة على الولايات المتحدة، وهو تحرير المجتمع لبعض أبناءه، ويعني عفو الحاكم عن المحكوم.

عادة ما تعني كلمة التحرير: تحرير بلد من الحكم الاستعماري، أو أي حكم مضطهد، وتسمى الحروب التي تسعى إلى ذلك(حروب تحرير وطنية)، وقد يطلق الذين يقومون بحرب عصابات(وعادة ما يكونون من اليسار) من أجل الإطاحة بحكومات بلادهم، على أنفسهم (جيوش التحرير الوطنية)، وهذا التحرير على العكسِ من سابقهِ، فهو يعني أن المحكوم فرض إرادتهُ على الحاكم، ولو بتبادل الأدوار.

ترد كلمتا(التحرر والتحرير)، وكأنهما كلمتان مترادفتان، ولم أجد فرقاً لغوياً كبيراً بين معنى التحرر والتحرير، وقد أستطيع أن أصنع فرقاً بينهما، فأقول: إن التحرير يعني الخلاص من تسلط الآخر(كما بينا أعلاه)، وأما التحرر فهو الخلاص من سلطة الذات.
أي الخلاص من سلطة المفاهيم الخاطئة، التي تتبناها الذات، والتي تشكل بمجملها، قيود تقوض من بناء الذات، وتحول دون تقدمها نحو الأفضل، وإختيارها الأحسن، تارةً بتأثير من سلطة التربية والمجتمع، وتارة أُخرى بتأثير الرغبات والشهوات البهيمية، غير المرتبطة بتفسير عقلي.
بقي شئ ...
عندما نسعى إلى التحرير يجب علينا التحرر أولاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك