المقالات

قضاء الحي.. كان هنا!

2107 10:50:49 2014-12-17

بقلم محمد جميل المياحي

لكل مدينة خصوصية ومميزات تفتخر بها ولعل الذي لا يفتخر ولا ينحاز لمدينته الام يكون قاصرا ومقصرآ تجاهها.

نعم مدينتي " الحي " التي يعبر عن أهلها " الأحياء" جسدا وفكرا وكرما وشجاعة، والتي تتمتع بتاريخ نادر وعامر، فيها العروبة والعربية وفيها الأدب والشعر والثقافة، فيها الأصالة والتقاليد والقيم السليمة، كما تتميز بالشعائر والعشائر، وتتباهى بشبابها الأكفاء المخلصين لها وللوطن، لعل الظروف لم تنصفها والحكام بين من أراد قتلها وبين من تجاهلها وسرق أصوات أبنائها، فعاشت مدينتي ظلم الطاغية صدام الذي كان يسميها البقعة السوداء فعاثوا بها البعثيين الصداميين الخراب والتخريب.

لكن رغم ذلك منها تخرج المجاهدين الأبطال والعلماء الأعلام والشعراء والأدباء ومختلف الكفاءات، قدمت مدينة " الحي " كل ما تملك من طاقات بشرية وأفكار علمية وانتشر أبنائها في جميع أرجاء المعمورة ، فمنها سعيد بن جبير الاسدي العالم العابد الرافض للظالم والظلم،كما قدمت خيرت الشهداء الذين مازالوا يتساقطون دفاعا عن الوطن والمقدسات.

 تعاني مدينتي الحرمان والتجاهل وهي تمثل ما يقرب ثلث محافظة واسط مساحة وعدد سكان، فعندما تدخل للمدينة لم ترى شيئا جديدا، مازالت شوارعها مهملة ولا ترتقي لتاريخها، ومازالت بناها التحتية عاطلة ومعطلة، ومازالت منشئاتها الحكومية تفتقر للتحديث والتطور، ومازالت الأوساخ ومياه المجاري تمثل العلامة المخيبة فيها، ومازال شبابها بلا ملاعب صالحة ولا مرافق رياضيه وشبابيه هادفة، ولا شيء يجعل عوائلها مرفه لا حدائق كبيرة ولا أسواق تخصصية معتبرة.

 نعم هناك من سرق أصوات مدينتنا وهناك من تجاهل أبنائها وهناك من اخذ مواقع بأسمها وتنكر لها، لتعيش عشر سنوات من الحرمان والفقر في ضل الحرية والميزانيات الانفجارية، ما يهمني هل سيستفيق حكماء وعقلاء مدينتي ويجلسوا ولو لمرة واحدة ليناقشوا مستقبل مدينتهم ومن المسؤول عن بنائها وأعمارها، لا نريد مدينتنا تضيع بإشاعات هنا وفتنه هناك، فمن زوبعة أبو " طبر " الأخيرة التي وصل صداها لكل مكان.

علينا أن نفكر بالعقل ونحاسب كل من يحمل اسم هذه المدينة في مواقع المسؤولية ونسأل أنفسنا جميعا ماذا قدمنا للـ" الحي " هل ضمائرنا مرتاحة؟ هل مدينتنا راضية عنا؟هل سعيد بن جبير سيشهد لنا بأننا كنا أمناء وأوفياء لها!!

لا نريد ولا نقبل أن يقال عن مديتنا " الحي كانت هنا " فرغم رحيل الكثير منها بسبب فقرها الاقتصادي والعمراني وسوء الخدمات ، لكن يجب علينا أن نحافظ عليها ونبنيها ونعيدها لبريقها المعهود.

كما يقولون "أظلم من الظالم من يساعد الظالم على ظلمه".

22/5/141217

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك