المقالات

فساد على حافة الديمقراطية!

1630 2014-12-16

واثق الجابري

ليس هنالك أدنى شك؛ من أن خيانة الأمانة جريمة كبيرة، وكلما كانت الأمانة أكبر؛ كلما كان الشخص أكثر حرصاً ودقة في ممارسة إدارتها، ومن لا يستطيع تحملها عليه الهروب منها كهروبه من الأسد.

ظاهرة الفضائيون لم تأتي في ليلة وضحاها، بل توغلت في جسد الدولة؛ كوباء عند فاقدي مناعة العفة الوطنية، ولا يملكون حدود قانونية وأخلاقية؟!

هنالك فرق كبير بين السلطة والدولة، وكلما إتجه الحكام الى شخصنة البلاد، كان الحكام، أكثر تشبث بمقاعدهم خوفاً على إتضاح حقائق تنافي شعاراتهم؟! بعد تحول أفعالهم الى أمجاد شخصية، على حساب الدولة وسكانها.

تشير المفاهيم الدولية، الى كون كيان الدولة بشخصيتها المستقلة لا بشخوص رؤوساءها، وتتحمل خسائر الحروب الرعناء الى يشنها قادتها، وكما حدث بعد إنهيار الشيوعية، ودفع العراق تكاليف حروب الدكتاتورية، وهنا السؤال لماذا تدفع الشعوب ضريبة أفعال همجية، يأتي الجواب؛ أنه ثمن سكوتها او إختيارها الخاطيء للحكام.

تُقدم للدولة هدايا وهبات، وتبنى منشأة وقصور، وتشترى طائرات ومركبات، يعتقد بعضهم أنها من ملكه وهو المتفضل على الدولة، وفي أحدى سنوات الحكم الفرنسي، قدمت قلادة ذهبية الى زوجة الرئيس، عند زيارته الى أحدى الدول، فما كان للشعب الفرنسي، إلاّ التظاهر لإسترجاعها بعد إنتهاء ولايته؛ لإنها ملك الدولة الفرنسية ورئيسه الفعلي الحالي.

يعاني العراق كثيراً من جيلين مختلفين في النظام، مشتابهان بالأفعال، وما بين الأسبق والسابق، فكلاهما إعتقد أن الدولة ملك عائلي وشخصي، وله الحق في توزيع الحدائق الى قادة (حدائق)، والى اليوم توجد مليارات من النظام الأسبق بأسماء وهمية لم تسترجع لحد الآن، تلاها مليارات آخرى من النظام السابق بمسميات ومشاريع وهمية، ورواد فضاء الفساد.

عقارات وأرصدة في البنوك الخارجية، قام بتهريبها حاشية ومحسوبون على السلطة دون وازع ولا رادع، إجتمعت لتحقيق الحفاظ على رأس السلطة، فما بالك في بلد 80% من مناصبه بالوكالة، والوكالة يعين الوكالة وهكذا، وصارت الهيئات المستقلة تابعة للسلطة التنفيذية؛ فكيف يراقب سلطة وهي من قام بتعينه وتستطيع فصله؟!

الفضائيون ليس حدثا عرضياً، ولا بسبب حداثة تجربة التعددية، بل جريمة منظمة؛ لنهب أموال العراق الى الخارج، وأن كان ثمنها سقوط المدن وآلاف الشهداء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك