المقالات

الدكتور العبادي... كلمة من محب ناصح...

1867 07:47:59 2014-12-16

بليغ مثقال أبو كلل

قال الإمام الكاظم عليه السلام لهشام ابن الحكم رض: ( يَا هِشَامُ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ جَوْزَةٌ، وَقَالَ النَّاسُ لُؤْلُؤَةٌ مَا كَانَ يَنْفَعُكَ وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا جَوْزَةٌ، وَلَوْ كَانَ فِي يَدِكَ لُؤْلُؤَةٌ، وَقَالَ النَّاسُ إِنَّهَا جَوْزَةٌ مَا ضَرَّكَ وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا لُؤْلُؤَةٌ ).

ألاحظك سيادة رئيس مجلس الوزراء في كثيرٍ من القضايا المهمة والحساسة وأنت تنطلق بخطىً ثابتة، وبقراراتٍ تتسم بالجرأة، غايتها الإصلاح. ربما نخالفك نحن في ائتلاف المواطن في كيفية اتخاذ بعضها، ومنهجية اتخاذ القرار فيها، لكنه ليس واجباً أن نتطابق بجميع الأمور التفصيلية، ويبقى الأهم هو التطابق والتماثل والوحدة في المشروع ورؤيته.

لكن ما ألاحظه عليك أيضاً _ على الرغم من تلك الجرأة _ هو مراقبتك ومراعاتك لما يصدر من بعض مَن لا تروق لهم القرارات التي أصدرتها أو ستصدرها، وخاصة ممن ينتمون إلى كتلتك في دولة القانون، بل وفيهم من داخل حزب الدعوة أيضاً. لك كل الحق في أن تراقب، وفي أن تتابع، وفي أن توضح للناس ما يحاول البعض التشويش به عليهم، فهم يخلطون بعضاً من الحق بكثير من الباطل، لكي يختلط الأمر على الناس.

وأنت أيها الدكتور العزيز من نفس المدرسة التي يريد الآخر أن يسيء إليك منها، وأنت أعرف بهم وبأساليبهم، ولك الحق في أن توقفهم عند حدودهم بالرد عما تعتقده أنه حق. وأشاهدك وأنت تردف التصريح تلو التصريح وبعد كل بيان يصدره من كان قبلك، أو ممن هو في نفس كتلتك، ممن يشوهون الوقائع ويحرفون الحقائق، كلُ ذلك لكي لا تجعل لهم على عقول الناس من سبيل. ولك الحق في ذلك، فقد مارسوا التمويه على الناس في كل السنين التي مضت، حتى خدعوهم بأننا في نعيم الجنة، لكن المواطنين اكتشفوا أنهم في حلم، والواقع عبارة عن غش وفساد، وعن دولة وحكومة فضائيين، سرقوا مال الله وأذلوا عباده. لك الحق في أن تبين كل شيء.

لكني أخاف من أن يثنيك هؤلاء الفضائيون في دولتهم وأفكارهم عن المنهج الجديد. استمر يا سيادة رئيس مجلس الوزراء في منهجك الذي نجح وسينجح أكثر، فطريق الإصلاح صعب مستصعب، وإن الذي يطلب ذلك عليه أن يتحمل كل ردود أفعاله، وكل آلامه، فلا تغيير نحو الأفضل بلا وجع، ولا تغيير نحو الأفضل بلا كدمات، ولا ولادة جديدة بلا صيحات وآهات الطَلق.

وتذكر أن المنهج الجديد هو من فتح لك الآفاق مع أخوتك في الوطن والدين والمذهب، وهو من جعلهم يقدموك أمامهم بشرط هذا المنهج، وتذكر _ والذكرى تنفع المؤمنين _ أن هذا المنهج هو من فتح لك الآفاق كلها مع المحيط الإقليمي والدولي ( حتى وإن أغلقت قناة آفاق بابها بوجهك )، فالمفترض أن تكون لك ولإخوتك آفاقاً غير آفاقهم...

لا تتراجع، فعجلتك مسرعة وقوية، وهي أقوى من عصيهم التي يخيل للناس أنها تسعى، ثم ارم عصاك تلقف ما يؤفكون.

حتماً ستجدنا معك كتفاً بكتف، ولن نسبقك إلى خيرٍ إلا ونحن سند لك في ظهرك لا نوليك الأدبار، وسنقف معك ما دمت مع المشروع الذي تعاهدنا عليه، منهج الشراكة مع أخوتك والحوار مع من خالفك. لا تغادر مشروعك أبداً، فغير هذا المشروع أضاع الوطن، وسلط علينا داعش، وأحل البوار والخراب في نفوسنا وفي مدننا. وتذكر أخيراً يا أخي الكبير، أن المنهج الجديد هو من فتح باب المرجعية الدينية العليا بالرضا، بعد أن كان مغلقاً بأقفال الغضب على مَن سبقك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك