المقالات

زيارة الأربعين تعيد الموازين لمعركة ألطف

1774 02:24:42 2014-12-10


قبل اكثر من 1350 سنة حدثت فاجعة في الارض،بكت لها السماء دما واهتز لها عرش الرحمن غضبا وعم الحزن اركان الوجود وناح عليها بصوت معول وحزين جميع الانبياء والمرسلين ،أساً وأسفا على سبط النبي المصطفى بعد ان ذبح من الوريد الى الوريد هو واهله وابناءه واخوته واصحابه مع ما رافق هذه الفاجعة والجريمة البشعة من سبيي للنساء وانتهاك للحرمات ،سجلت لحظاتها واحتفظت بدماء أصحابها رمال كربلاء المقدسة.

في ذلك الزمن كان الصراع كبيرا بين الخير والشر"وهذا الصراع يبقى جدلية الوجود" الا ان قوى الشر كانت اكثر تاثيرا واشد فتكا فكانت واقعة الطف مصداقا لذلك الزمان بكل صورها ونتائجها الوقتية،وانتهت الواقعة يومها باستشهاد الامام الحسين واهل بيته وطوى الوجود حياة سبط النبي المصطفى الا ان قصة الخلود والاباء والعنفوان والكرامة لم تنتهي كما كان يعتقد الطغاة بل بدأت من جديد،مع كل ما رافق هذه الفاجعة من طمس للحقائق وتشويه للمواقف وللعناوين.ولم يعد ليزيد وابن سعد وشمرا اثر ووجود ولم يعد للأمويين دور في رسم ملامح العالم في القرون القادمة فقد سيطرة قيم ومبادئ الامام الحسين وثورته على كل اركان الدنيا وعرف العالم ان من قٌتل في كربلاء هو الحسين بن علي وان المعركة كانت من اجل اعلاء قيم الانسانية لا من اجل السلطة والشهرة كما كان يروج له الأمويين،اذا كربلاء تكتب من جديد وامام العالم اجمعه ولم يعد بامكان القتلة والمجرمين طمس الحقيقة التي قاتل من اجلها سبط النبي المصطفى ولم يعد بالامكان انكار مظلومية اهل البيت والعذابات التي رافقت مسيرة السبي من كربلاء المقدسة الى الكوفة الى الشام.

اليوم لا يشبه الامس وكربلاء اليوم ليست كربلاء قبل عام وكربلاء هذه السنة ليست كربلاء السنة القادمة فكل شيء فيها اصبح للحسين وكربلاء لم تعد تلك البقعة المنزوية في بقايا العراق بل كربلاء اليوم هي قطب الرحى ومحط الرحال وقبلة العشاق ومنتهى الامال ..منها تشرق الشمس وفيها ينزل الملكوت ،كربلاء اليوم لم تعد امنية عمر بن سعد ولا ضاحية من ضواحي مملكة يزيد ولم يعد بامكان عبيد الله بن زياد ان يلجمها سوط جبروته.
بدات قصة الخلود من كربلاء وانتصرت في كربلاء ولن تنتهي الا في كربلاء وعلى هذا الاساس يقف اليوم العالم بكل جلاله وقدره مبهورا من انتصار الدم على السيف وانتصار التضحيات على الخنوع والاطماع وهو يرقب العالم كله وقد تحول الى نقطة بيضاء قبالة مجد الدماء التي سفكت في كربلاء وقبالة عظيم التضحيات التي بذلها اصحاب التاريخ والقضية.

فتش اليوم عن يزيد وعن شمر وعن عمر بن سعد وعن عبيد الله بن زياد فلن تجد لهم الا اللعن والعذاب وارجع معي الى لحظات العطش ولحظات الخوف الرهيب التي عاشها اهل بيت الحسين وعياله لتجدها قد تكسرت الما وحزنا في قلوب ملايين المحبين وتجدها دموعا حارقة في عيون الوالهين وهم يحثون الخطى سنويا وبالملايين نحو قبلة الوجود كربلاء المقدسة.

اذا كان ال امية قد شعروا بلحظات النشوة الدنيوية البائسة فعليهم ان ينظروا الان الى مجد التاريخ ومجد الدنيا والاخرة وهو يكبر كل عام ليكتب للتاريخ ان ثلة من الرجال رفضوا الذل والخنوع فقضوا في رمال كربلاء بعد ان وقفوا امام دولة جائرة لم يبقى لها من الاثر الا اللعن والهوان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك